يعيش حزب الأصالة والمعاصرة المغربي أزمة داخلية حادة، في محاولات “للانقلاب” الداخلي، الشيء الذي دفع برئيس الحزب الى الدعوة الى عقد اجتماع يضم القيادات داخل المكتبين السياسي والفيدرالي، وهو اللقاء الذي طالبت به كوادر الحزب في ظل وضع بلغ الى حد “محاولات انقلابية” كما يرى البعض. وهي المرة الأولى التي يدعو فيها حكيم بن شماس الى عقد اجتماع من هذا المستوى، وذلك بهدف تدارس الاشكالات التي تكاد تعصف بالحزب الذي دخل في حالة تعافي بعد 2012 بعد مسار قصير من الانتقادات اللاذع منذ تأسيسه عام 2008 في ظروف استثنائية . ويخلف حكيم بن شماس رفيقه المثير للجدل، الياس العماري الذي استقال من قيادة الحزب الذي يُعد أكبر قوة سياسية داخل مجاس النواب بعد العدالة والتنمية، أواخر 2017 في خضم ما عرف بحراك الريف وهو الذي انتخب قبل ذلك رئيسا لجهة تطوانطنجة شمال المملكة. بن شماس أثار بتصريحات سابقة الكثير من جدل عندما وصف قياديين بالحزب، عبد اللطيف وهبي وأحمد خشيشن وزير التعليم السابق وؤئيس جهة مراكش، بالانقلابيين. وتتهم كوادر الحزب المعارضة لبن شماس، بأن هذا الأخير قام بخرق النظام الداخلي للحزب في عدة مرات ما دفع بأعضاء من المجلس الوطني الى الاحتجاج. وأوردت ورقة عن أعضاء برلمان الحزب أن “ما سماه الأمين العام المقاربة الإقليمية هي مختلفة صارخة لمقتضيات القانون الأساسي، حيث إن الجهاز الحزبي وفق القانون المنوط به هيكلة الأقاليم، هو ندوة التنسيق الجهوية التي يترأسها الأمين الجهوي، والتي تتشكل من الأمين الجهوي والأمناء الإقليميين ورؤساء اللجان الوظيفية الجهوية وأعضاء المجلس الوطني بالجهة والبرلمانيين، ويعني هذا أنه سلب حق هؤلاء كلهم لكي يقوم هو بهيكلة الأقاليم سعيا منه إلى السيطرة على التنظيم الحزبي”. وينتظر أن ينعقد الاجتماع نهاية الاسبوع الجاري لمناقشة التصدعات التي نتجت عن الأزمة المتصاعدة وتسببت في غليان في فروع الحزب بمراكش ومنطقة سوس الجنوبية، فيما تؤكد مصادر داخلية بوجود معارضة ترفض ما ستطرحه “لجنة الحكماء” داخل الحزب التي سعت الى “الانقلاب على الأمين العام حكيم بن شماس”. ولمحت ذات المصدر الى امكانية الوصول الى توافقات مع فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني، التي تضغط من أجل عقد دورة المجلس الوطني، غير أنه استدرك منبها الى أنه في حال فشلت المفاوضات مع المنصوري سيتم اللجوء الى حل من داخل المكتب السياسي واحالة المخالفين على لجنة الاخلاقيات . وينتظر أن ينعقد الاجتماع المفاجئ نهاية الاسبوع الجاري لمانقشة التصدعات التي نتجت عن الأزمة المتصاعدة وتسببت في غليان في فروع الحزب بمراكش ومنطقة سوس الجنوبية، فيما تؤكد مصادر داخلية بوجود معارضة ترفض ما ستطرحه “لجنة الحكماء” داخل الحزب التي سعت الى “الانقلاب على الأمين العام حكيم بن شماس”. ورد بن شماس على “المحاولة الانقلابية” واصفا اياها بأنها “محاولة انقلاب على المؤسسات برمتها للحزب، وليس على شخصي فحسب، وهذا انقلاب على الشرعية الديمقراطية للحزب ونوع من الوصاية والحجر على المناضلين”. وقال المتحدث باسم الحزب على هامش اجتماعه الاسبوعي المعتاد هذا الاسبوع، أن المكتب السياسي ناقش “السلوك الشارد والمناقض لخيار مأسسة الحزب وتفعيل الديمقراطية الداخلية في انتخاب هياكله” من طرف اطراف دعت إلى حل المكتبين السياسي والفيدرالي والتوجه إلى عقد مؤتمر استثنائي. وقال المصدر أن دعوات هذه الاطراف، اعتبرها المكتب السياسي “سلوكا مستهجن” مشددا على رفضه من طرف قواعد حزب الأصالة والمعاصرة، لكونه “يحكمه منطق انقلابي على الشرعية الديمقراطية وتطاول تهافتي على مهام ومسؤوليات مؤسسات الحزب”