"يُحكى أن شيخاً صوفياً كان يسير في أحد الأسواق مع عدد من أتباعه، ورأى رجلاً يجر خلفه بقرة ربطها بحبل حول رقبتها. أوحى هذا المنظر للشيخ بفكرة أراد أن يوصلها لمريديه، فطلب منهم أن ينظروا للرجل والبقرة، فالتفتوا وهم لا يرون أي شيء غير عادي في هذا المنظر، فبادرهم سائلاً: هل تعتقدون أن البقرة هي المربوطة بالرجل أم هو المربوط بها؟ أجاب المريدون دون أدنى تردد: طبعاً البقرة هي المربوطة به، فهو سيدها ومالكها، وهو الذي يمسك بالحبل، وهي لا تملك إلا أن تتبعه حيثما يسير. وفي ثوان أخرج الشيخ من جيبه مقصاً، وقطع الحبل، فجرت البقرة بعيداً، وأخذ صاحبها يجري خلفها. وقال الشيخ لأتباعه: الآن يمكنكم أن تعرفوا من هو السيد ومن هو التابع. فالبقرة لا تهتم بهذا الرجل بالمرة، بل هي تهرب منه، أما الرجل فهو في منتهى الغضب لابتعادها عنه، ويصرخ كالمجنون: ما هذا البلاء الذي أصابني!".(قصة منقولة) انتهت القصة.. ولكن هل عرفت مكانك فيها ؟!. في بداية الحرب على الفساد بمنطقتنا كان شبابنا الطاهر النظيف هم الفارس وما الأحزاب وبعض المنتخبين والسياسين المساندين لهم إلا جواد امتطاه الشباب لمبارزة خصمهم ودحره من المشهد العام. استطاع الشباب تعرية الفساد ورعاته بالمنطقة وكشف زيف إدعاءتهم وألاعيبهم بعد تضحيات جسام وتعدوا حدودهم الجغرافية ليصل المدى حدّه داخل الوطن وخارجه. لكن في الأونة الأخيرة ارتكب البعض خطأ فادح مع الاسف الشديد،وجعلوا من انفسهم جوادا وليس فارسا وهذا ما بدأت انعكاساته السلبية. من ظن أن مواقف الأحزاب إضافة لكثير من مواقف الشخصيات التي سبق وأن مثلت الساكنة سواء في المجلس المنتخبة أو البرلمان تنبع من باب المبادئ والقيم فقد اخطأ وجانب الصواب وذلك لأن السياسة الدنيوية البحتة لا تؤمن بدين وليس للأخلاق والقيم أي اعتبار في قواعد اللعب فيها!! لقد وقفنا ضد عراب الفساد والشلة المحيطة به وضد كل مسئول حكومي فاسد في كل القطاعات الحكومية ليس من اجل مواقف سياسية ضيقة أو من أجل مصالح حزبية أضيق ولكنها كانت مبنية على أساس ما يحمله كل هؤلاء (المنتخبين) أو المسئولين من عقائد وأفكار فاسدة. وما لا يفهمه الكثير وتستوعبه الغالبية الكبيرة من الناس حتى من الطبقة المثقفة أو التي تشتغل بالسياسة أن خلافنا مع هذه الشرذمة الفاسدة لا يعني أننا سنضع أيدينا في أيدي ناس من طينتهم سبق وأن جربتهم الساكنة وأبانوا عن سوء تسيير وتدبير وعجرفة لا تختلف عن ما يتعامل به خصومهم الآن ممن حان موعد قطافهم ، فقاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) والتي تستخدمها الكثير من الأحزاب السياسية ومنها من يرفع ستارة محاربة الفساد لا يجوز استخدامها ولن تجد طريقها لقلوبنا وعقولنا،فحاضرة وادنون ولادة وتزخر بالشرفاء الأخيار، مما نستغني به عن مثل هذه الشخصيات الفاسدة والتي جرّت كليميم لنكبات وويلات في عقود سابقة !! ختاماً، يعلم الجميع بأن علاقة المصالح ليست بدائمة يتحول فيها الصديق الى خصم سرعان ما يقضي حاجته ،وبالتالي نخشى على بعض شبابنا ممن دفعهم الحماس الزائد،(نخشى عليهم) من التغييرات ومن التحولات التي قد تحول الفارس الى جواد والجواد الى فارس. لن نتسرع ولن نسابق الزمن ونتكهن بالنتائج، فقادم الإيام سوف يبين لنا من هو الفارس الأصيل ومن الجواد الذي امتطاه ذلك الفارس. اخر الكلام :نتسأل فقط،ماذا انتم فاعلون يا جماعة الخير ان جعلت منكم التحولات جواد امتطاه الغير وضربت بتضحياتكم عرض الحائط ؟