لكل البدايات نهاية ... أليس الوقت هو ذاك الشيء الوحيد الذي يهزمنا ... وحده المثقف الواعي من يعيد النظر في نفسه كل يوم ، ويعيد النظر في مرآة الاشياء ... بل و حتى مع العالم ... كلما إنتهت سنة من حياتنا ... فمع إحترامي لأناس لهم تلك الجينات الخرافية على الفهم والتنظير في كل التخصصات و المواضيع .... فمن الطبيعي أن الكل لا يستطيع الإدراك ... أحياناً يلزمنا الإعتكاف ... لنحاول فقط أن نعطي رأيا ... أمام سؤال من كلمة واحدة ... في زمن الكوكليين و المتكلمين ... الجدد ... ؟؟؟ نعم ... مرة سنة أخرى من حياتنا ... بأفراحها و أتراحها ... وأحلامنا ... إني أكاد أجزم أن الأحلام خلقت كي لا تتحقق ، فكثيرة هي أحلامنا و أمانينا ... صحيح ... نحن جيل بل أجيال قضت عمرها في الإنتظار ... ننتظر الكثير من الأشياء ... التي ستغير مصب تاريخنا ، و بوصلة إقتصادنا ... بل حتى جغرافية أجيال أجيالنا ... أ و لسنا فقط مجرد منتظريين لما ستجود به الأروقة العالمية و أرقام التحالفات الجديدة ... نفطر مع اللابتوب و ننام على الواتساب ... ما يضحكني أحيانا ... عندما تجد غبيا يتعامل مع هواتف ذكية .... نعم نحن شعوب المتناقضات ... نتعطر بأغلى الأثمنة و أفكارنا نثنة ... نلبس أنظف الماركات وشوارعنا متسخة ... صدقوني ... مجتمعات ممنوع رمي الأزبال هنا ... لن تكون لها نهاية سنوات سعيدة ... لأن السعادة تبدأ من هنا ..... ؟؟؟ إن مراقبة مزابل الحياة تفسد عليك الكثير من الأشياء ..... فوحدها تفاؤلات الأقلام تستطيع إعتقال لحظة هاربة من أعمارنا ... مرة أخرى نهاية سنة سعيدة لي و لكم .... نعم إني أحلم بأشياء كثيرة .... أو لم يحلم مارتن لوتر كنغ بعد خمسين عاما في خطبته الشهيرة "لدي حلم بأن ... " ، فما أصعب أن تجدك نفسك يوما لا تساوي شيئا .... نعم إن الأعوام تخيفني مثلكم .... لكني أتمرد على نفسي بصمت حروف الأمل ذاك السحر الذي يبزغ كل صباح ليذكرني بيوم جديد من أيام النهايات السعيدة التي كثر فيها اللغط والكلام .... فكثيرا ما تغرقنا الكلمات بالتفكير .... لننسى وسط ضجيج الحياة أن هناك أماني بسيطة يمكنها أن تعاش ... ؟؟؟ إن التفكير والألم توأمان ، ألم تكتب غادة السمان بأننا لا نستطيع قتل الألم دون سحق الذاكرة ... لن تستطيعوا تكذيبي إن قلت لكم بأننا الإستثناء .... في كل شيء نحن الإستثناء ... في قطاراتنا ... في مقاهينا ... في ملاعبنا ... في خلافاتنا .... في إختلافاتنا ... بل حتى في مزابلنا نحن الإستثناء ... البورصات العالمية تتسابق على تخلفنا ... ألم يقل محمود درويش نكذب على أنفسنا عندما نقول نحن الإستثناء .... فصدقوني ... أصبحنا مجتمعات تناقش المستقبل ولا تدرك حتى ما يحصل الآن ... تفهم في اللاشيء و تدعي معرفة كل الاشياء ... تتحدث ما وراء الشيء ... و تتسنطح في كل الاشياء ... أحيانا أحب إستسلامي يمنحني فرصة تأمل دون تعب ... ألم يقل شارلي شابلن لكي تعيش عليك أن تتقن فن التجاهل بإحتراف ...... ؟؟؟ يا سكان القنوات الفضائية ... بعد أيام سنبدأ سنة جديدة ... يا من صارت موضة جمع الأزبال حتى في معادلات مجتمعاتها المدنية ... فإلى متى سنبقى عبيد الإشهارات .... و حسابات التنقيب عن الواد الحار ... نريد التغيير في كل السياسات العامة و لازلنا نتجاهل منتوج ... لنغير سلوكنا .... الأوطان ليست حقوقا فقط بل إنها ممارسات و واجبات أيضا... مرة أخرى ... إسمحو لي أن أقول لكم بكل لهجات و لغات العالم ممنوع رمي الأزبال ... و كل عام و أنتم بخير... ودعوني أحلم بأن ألتقي بكم في أوطان و مدن نظيفية ... فمن حقي أن أكتب حلمي الوردي لنهاية بداية أخرى ربما تكون بحق كما يقال عنها سعيدة ... ألم نقرأ بأن الأحلام لا تموت ... فكتابة حلم تبرر عمرا كاملا من الإنتظار... فلا نهايات سعيدة بل لا وجود حتى لبدايات ... لأمة لازالت تزبل أكثر مما تقرأ .... سنة سعيدة وكل عام و أزبالكم بألف بخير.... ؟؟؟