نظم معهد البحر الأبيض المتوسط للصحافة و تقنيات الإعلام ، مساء يوم الجمعة 18 يونيو 2010، بمقره بطنجة ، لقاء احتفى فيه بمجموعة من الكتاب و المفكرين و الباحثين و المبدعين بمدينة طنجة. و تأتي هذه المبادرة المتميزة بعد أن كان استهلالها في السنة الماضية بالاحتفاء بكاتب واحد هو الدكتور عبد الرحيم الادريسي الحاصل على جائزة الكتاب بالمغرب لسنة 2009 بمؤلفه " استبداد الصورة- شاعرية الرواية العربية". و بعدها نضجت الفكرة – على حد تعبير السيد صلاح الدين الزربوح مدير المعهد – لتتحول إلى احتفاء بالكاتب و بالكتاب في طنجة ، حيث استجاب العديد منهم ، كما استجابت إحدى دور النشر بتنظيم معرض للكتب ، على هامش الحفل، من تأليفاتهم ومن منشوراتها. الدكتور الادريسي أكد في كلمته على الصلة الوثيقة التي تربط معهد تكوين الطلبة في الصحافة و تقنيات الاعلام بالكتاب و الكتابة ، فكلاهما فاعلية ذهنية و حاجة مجتمعية ضرورية . و بالتالي فالاحتفاء بالكتاب- يقول الدكتور- هو في الحقيقة احتفاء بالمعرفة. الأستاذ محمد جبرون ، صاحب دكتوراه في التاريخ الوسيط، الحاصل على جائزة دبي الثانية بكتابه المتميز "الحوار الثقافي مع الغرب" ، رآى - في كلمته- أن الكتابة تبقى خدمة عمومية و أن الكاتب يسعى أولا و أخيرا أن تلقى أفكاره القبول و تحضى من القراء و المهتمين بالنقاش. و عبر الدكتور الطيب بوعزة أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس ، ضمن كلمته عن مدى استغرابه لوجود هذه النخبة من الكتاب و المفكرين الذين تحتضنهم طنجة .. وفي نفس الاتجاه يرى د. رشيد الراضي أن دور الاعلام هو إزالة التراب حول ما يجول داخل هده المدينة التي تكونت عنها لدى العديد من الناس في مدن أخرى صورة عن أماكن سوداء و مظلمة بها . و قدم الدكتور محمد مازوز ثلاثة من كتبه من بينها واحدا مترجما عن الفرنسية بعنوان " تدريس الفلسفة في مفترق الطرق". و كان من بين المحتفى بهم أيضا الدكتور/ الطبيب عبد النور مزين بأول مجموعة قصصية له بعنوان "قبلة هوست" عنوان قصة ضمن مجموعته تحكي عن المواد السامة التي استعملتها اسبانيا الاستعمارية ضد سكان منطقة الريف المغربية. الدكتور محمد نجيب بوليف الباحث في مجال الاقتصاد و الأستاذ بكلية الحقوق بطنجة و البرلماني المعروف ، ركز في كلمته على أهمية التعريف بالاقتصاد الاسلامي في الجامعات و الاكاديميات المغربية و الغربية من خلال البحث العلمي و الكتابة حتى يتمكن هذا الاقتصاد من الدفاع عن نفسه، إذ أن النظريات المؤصلة لليبيرالية و الماركسية - يقول بوليف- مصدرها الفكر الاسلامي ككتابات ابن خلدون و المقريزي و غيرهما ،و انه يركز في مؤلفاته الأخيرة على تبسيط قضايا تهم الاقتصاد الاسلامي في ظل أزمة النظام الاقتصادي الليبرالي الحالي و في ظل تجادب المغرب ببين تيار العلمنة وتيار الأصول و الجدور. و أوضح الكاتب و الصحفي بلال التليدي في كلمته أنه يحاول في كتاباته التاسيس لحوار بين العلمانيين و الاسلاميين بالمغرب من أجل تعايش ممكن فضلا عن تأريخه للحركة الاسلامية بالمغرب في أربعة أجزاء. نشط اللقاء الأستاذ بوشتى بوكزول باسلوب مضمخ بكلمات و عبارات جميلة في اللغة العربية و بطرائف من الثقافة العربية الاسلامية شاركه فيها الدكتور بوليف. كما استمتع الحاضرون من ضيوف حفل الاحتفاء و طلبة المعهد بمسرحية شيقة و مثيرة استوحاها الأستاذ بنعبد الله من وجود مدينة مغربية رومانية مندرسة بحد الغربية بنواحي مدينة أصيلة ، تسمى زيليل، مسرحية أداها تلاميذ من ثانوية آبن الخطيب بطنجة. و كان بود العديد من الحاضرين أن يفسح المجال أمامهم لمسائلة المحتفى بهم من الكتاب عن ظروف و خصوصيات الكتابة لديهم و شروطها، و غيرها من الأسئلة المرتبطة بطقوس الابداع و التأليف و بالمبدع في حالات ابداعه..