كانت صبيحة أبكت كل من عرف محمد ظريف الكاتب العام لعمالة الخميسات الذي تم انتقاله إلى عمالة إقليمسيدي قاسم , كانت صبيحة قلما نقول عنها أنها لحظة وداع ذكرياتنا مع محمد ظريف الإنسان ملأت دواتنا وأذواقنا بما قيل في حقه من طرف عامل إقليمالخميسات , كلمات اختلطت فيها الأحاسيس وتداعيات المشاعر التي اختلط فيها الفرح والحزن خصوصا لمن أدرك ماهية هذا اللقاء الأخير حيث التقت القلوب بما حملت وبما تخللها من حزن مخبوء ووفاء لم يأت لمحاباة عملاق الإدارة ولم يكن لمجاملة أو طمعا في الحصول على ثناء أو انتظار شكر من أحد, فما أرقى أن يكون الحديث نابع من القلب فيصل القلب دون محاذير أو عقبات أو منغصات اجتماعية مثقلة بال أنا, محفوفة بالتجمل الغبي المنفر والنوايا المقززة , صبيحة ذلك اليوم حضر من حضر من رجالات القضاء و الثقافة والفن والصحافة والعديد من الشخصيات التي جاءت لتتحدث بحب عن محمد ظريف الكاتب العام والإنسان الذي فك الحبال , وسهر على ترسيخ الديمقراطية الإدارية بين الموظفين والسياسيين وأعطى لكل ذي حق حقه , كان مدرسة استفاد منها المجتمع الزموري بكافة شرائحه , كان المدرسة التي قلما تتكرر بالإدارة المغربية . لقد كانت أحاديث الحضور الذي حضر مراسيم التنصيب مثقلة بست سنوات التي قضاها الرجل بعمالة الخميسات ترجموها بحميمة موغلة التأصل الإنساني، وهي خصائص محمد ظريف وعن دوره الإداري الرائد في ترتيب المنظومة الجديدة للإدارة التي تسعى لها وزارة الداخلية المغربية , والعديد من المحاور الأساسية وخصوصيات الرجل ليس كاتب عام للعمالة بل لأنه محمد ظريف الإنسان الظريف الذي ترك بصمات لا تنسى . لقد تحدث السيد عبد الرحمان زيدوح عامل إقليمالخميسات بكلمات مفعمة بمشاعر الحب عن محمد ظريف الإنسان الخلوق المهذب الذي طالما نجده يهرب عن الأضواء وعن ما يحظى وتحظى به أعماله الإدارية والعلاقاتية من محبة موظفيه وتقديرهم , وأن ظريف له البصمة الواضحة على الإدارة المغربية وهي بصمات لا تنسى , كانت كلمات عبد الرحمان زيدوح مليئة بمشاعر الحزن وهو يصف شخصية ظريف وخصاله الحميدة من كرم وخلق عال, وبين زيدوح أن إقليمالخميسات سيفقد قامة إدارية جزيلة الأصالة جديرة بالتقدير والتكريم , فقدنا شخص عزيز جدا علينا وعلى الساحة الإنسانية والإدارية لأنه ثروة ثمينة , علم رؤساء أقسامه معنى التعامل , وقرب لجانبه السياسيين والنقابيين والصحافيين وحثهم على حب هذا الوطن . محمد ظريف كان له الفضل الكبير في ترتيب المشهد السياسي وتواضع قلما تجده داخل الإدارة , خمس سنوات قضاها في ملف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كلها انضباط وحيوية , سهر الليالي الطوال بمكتبه , كان الكل يسأل عن طريقة اشتغال هذا الرجل , كان أول من يدخل لمكتبه وآخر من يخرج منه , لدرجة أن أهل زمور يقولون لقد زرت اليوم الزاوية للتبرك منها , حيث كان بمكتبه سجادة وقرآن , وملفات كبرى يشتغل الرجل عليها , لم يكن يعرف مضيعة للوقت , كانت نظراته تحمل الاحترام والوقار وسكوته كان حكمة وإشاراته دلالة على القيام بالشيء أو الابتعاد منه , فهنيئا لكم يا أهل سيدي قاسم , وأعلموا أن أموالكم في آمان وخادمكم قوي الإيمان فبادوا بزيارته لأنه من أصل الشرفاء الأحرار. يذكرنا الرجل صراحة في الصحابي مصعب بن عمير الذي أوفده الرسول "ص" بالدعوة ولما دخل على القوم الذين كانوا يعبدون الأصنام قال فيهم ( كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا ) , هكذا كان محمد ظريف ، مخلصاً لدينه ووطنك وبلده ، فلقد حسبناه والله حسيبه, وقد عاش بين أحضان زمور عزيزاً، رفيع القدر جليل الشأن، عظيم المكانة ، ولم يستطيع أبناء زمور مفارقة كاتبها العام ولكن توجه جلالة الملك نصره الله فوق كل اعتبار .