أكد نائب رئيس البنك الأوربي للاستثمار السيد فيليب دو فونتين فيف أن برنامج تأهيل الفضاء الحضري، الذي يجري تنفيذه تحت إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتشييد مشروع ميناء طنجة المتوسط يعد تجسيدا رائعا لدينامية الاقتصاد المغربي وجودة حكامته. واعتبر السيد دو فونتين فيف، في مداخلة في إطار الدورة الثالثة لمنتدى "أوروميد كابيتال" المنعقد يومي الجمعة والسبت بطنجة، عن ارتياحه لمشاركة بنك الاستثمار الأوربي في مشروع ميناء طنجة المتوسط وكذا أرضية الإنتاج التي سيشرع الفاعل الفرنسي في صناعة السيارات "رونو" في إنشائها بالمنطقة قريبا جدا. وأضاف أن هذين النموذجين من المشاريع الكبرى يستحقان الإشادة بالنظر إلى أنهما يظهران طريق النمو إلى بلدان الضفة الجنوبية من بحر الأبيض المتوسط، وخصوصا في هذه الظرفية المتميزة بالأزمة الاقتصادية العالمية. وأبرز المسؤول بالبنك الأوربي للتنمية أن أمام بلدان الفضاء المتوسطي، بالفعل، مجهودات جبارة للقيام باستثمارات مهمة من أجل تحقيق النمو، أي ما يقارب 300 مليار أورو خلال العشرين سنة المقبلة. وأوضح أن هذه الاستثمارات ضرورية ليس فقط من أجل تحويل النشاط الديمغرافي بالمنطقة إلى قوة إنتاجية، لكن أيضا من أجل الرقي بتجهيزات التنمية السوسيو - اقتصادية. وأكد في السياق ذاته أن الرأسمال الخاص وحده الكفيل بضمان التمويل اللازم ونقل التكنولوجيا الضرورية لتحقيق هذه الحاجات، مشيرا إلى أن صناديق الاستثمار تشكل رافعة متميزة قادرة على التكيف مع هذه المتطلبات. من جهته، أشاد السيد دومينيك نوفيلي رئيس جمعية "أوروميد كابيتال"، المنظمة لهذا المنتدى، بنجاح الدورة الثالثة من المنتدى التي شارك فيها حوالي 250 خبيرا اقتصاديا ورجل أعمال ومسؤولين من 14 بلدا متوسطيا. ولاحظ أن اختيار المغرب لاحتضان هذا المنتدى، المتخصص في المهن المرتبطة بصناديق الاستثمار، يعزا إلى "الصناعة الحقيقية لصناديق الاستثمار" بالمملكة، التي استطاعت أن تستقطب، على سبيل المثال، حوالي 60 في المائة من الغلاف المالي الإجمالي الذي تم استثماره من طرف صندوق الاستثمارات المتوسطي "ابن رشد 1". يذكر أن جمعية "أوروميد كابيتال" تنظم هذا المنتدى بشكل دوري بمختلف بلدان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث احتضنت مدينة ليون الفرنسية الدورة الأولى سنة 2005، بينما انعقدت الدورة الثانية في تونس العاصمة خلال السنة الماضية.