لا أجد وصفا أدق من ذاك الذي استعمله زميلي الكاتب الصحفي عبد العالي أشرنان في حق حافلات أوطاسا، عندما رأى أنها أصبحت أقرب إلى دبابات تحصد ضحاياها على الطرقات العامة.ولعل الحادثة المروعة التي شهدتها منطقة طنجة البالية مؤخرا والتي أسفرت عن ستة قتلى حسب الاحصائيات الرسمية دليل كبير على استحقاق هذه الحافلات لهذا اللقب، إلى جانب سيارات نقل العمال التي كانت إحداها بطلة للحادث المذكور. االاستهتار بحياة المواطنين هي البضاعة اليومية التي يسوقها سائقو هذه الدبابات، فبدء بالسرعة المفرطة ومرورا بالصراع على الطريق اثناء السياقة هي أبرز تجليات هذا الاستهتار، فشهود عيان اكدوا لوسائل الإعلام أن الحادث المروع الأخير يرجع أساسا إلى محاولة كل من عربة نقل العمال وعربة أوطاسا الاستئثار بالمقدمة وتجاوز بعضهما البعض ووالنتيجة كما شاهدنا، أشلاء متناثرة وجرحى ومعطوبين، وفي أحسن الاحوال مرعوبون من هول الحادث. حافلات أوطاسا أصبحت بالاضافة إلى رمز للرداءة في الخدمات، نذير للموت والهلاك، فكم من شخص خرج صباحا إلى عمله بكامل صحته وعافيته ليعود في المساء محملا على الاكتاف وعلى جسده آثار عجلات حافلة. نفس االشيء بالنسبة لسيارات نقل العمال، فهدف سائقيها او أربابها هو الربح والكسب السريع، اما حياة الناس فلتذهب مع الطوفان. ولذالك فتجد أغلب سائقي هذه العربات يطلقون العنان للسرعة من أجل تحقيق التزاماتهم مع الشركات التي يعملون لحسابها، وفي كل يوم تدهس عجلات هذه العربات مواطنين كل ذنبهم هو انهم تصادفوا مع أنانية وعجرفة فائقة الحدود في وقت معين ومن هنا فإن السلطات المعنية تبقى اليوم مطالبة اكثر من اي وقت مضى للتدخل من أجل احتواء الوضعية، وذالك بإلزام شركة النقل الحضري بالعمل على صيانة عرباتها المهترئة التي طالما تسبب انقطاع فراملها في خسائر هائلة، وردع السائقين من أجل احترام الحد الأقصى للسرعة داخل المدينة. وإلا فإن المأساة سوف تتضاعف،خاصة أن المدينة تستعد لاحتضان استثمارات جديدة مما سيضاعف من عدد عربات نقل العمال، حيث سيتحمل المواطنون رعبا يوميا يتسبب فيه السائقون الذين يتعاقدون مع الشركات الكثيرة فوق ما يطيقونه. [email protected]