عثمان حلحول: أفادت مصادر من العاملين بمركز امتحان الباكلوريا للدورة الاستدراكية يوليوز 2009 بالثانوية الإعدادية مولاي عبد الرحمان الذي كان مخصصا للمرشحين الأحرار ،وكذا الأساتذة المكلفين بالحراسة ، بأن هذا المركز تعرض لهجوم من طرف أشخاص من المحتمل أنهم قد تسللوا إليها من الخارج عبر سور المؤسسة،وذلك في اليوم الثاني من أيام الامتحانات الجمعة 3يوليوز دقائق معدودة بعد التحاق المرشحين بمقاعدهم وشروع المراقبين في توزيع أوراق الأسئلة ، وقام المهاجمون باقتحام إحدى قاعات الامتحان الواقعة بالطابق الأرضي واستولوا على أوراق الأسئلة بالقوة من فوق مكتب الأستاذ المراقب ،محدثين حالة من الذهول والاستغراب ولاذوا بالفرار و عند انتباه أحد أعضاء لجنة الامتحان للحركة الغربية التي أثارها هذا الفعل المفاجئ تعرض مباشرة للهجوم من طرف شخصين عندما حاول استكشاف الأمر معتقدا أنهم تلاميذ مغادرين لقاعة الامتحان حيث دهساه وتمكنا من الوصول إلى خارج المؤسسة التي يرابط بها شرطيين دون أن يستوعبا نوع الحركة التي تجري أمام أعينهما ،وتمكن المهاجمون من امتطاء سيارة كانت تقف في انتظارهم،وقد تضاربت الأصوات في تحديد عدد المهاجمين هل اقتصر على عنصرين أم كانوا أكثر من ذلك بمن فيهم سائق السيارة المساعدة على الهروب؟،ويروج بأن الشرطيين قد تمكنا من التقاط رقم السيارة. و قد حضر على الفور إلى عين المكان أفراد الشرطة القضائية التابعة للدائرة الأمنية المجاورة لمركز الامتحان وفتحوا تحقيقا في الموضوع وحرروا محضر الإستماع للشهود ،ومتابعة مسطرة تعميق البحث لتحديد هوية الفاعلين ،وكشف خيوط هذه الجريمة التي تدخل في خانة جرائم تأصيل الغش في الامتحانات وعصرنته بالمغرب والمساعدة عليه، في صيغة شبكة منظمة تحترف هذا النوع من الجرائم الجديدة الإبتكار التي تطورت وسائلها وطرقها بفضل التكنولوجا الجديدة عبر الهواتف النقالة ، وخصوصا الخدمة الخاصة بين زبناء شركة "وانا " للاتصالات ،التي تأكد في ما بعد حدوث اتصالات خارجية مع ممتحنين عبر الواصل الصوتي بالأذن ، وتم الكشف عنه في بداية العملية بإحدى القاعات حيث كان يتوفر المرشح على هاتفين أحدهما ل"وانا والآخر لاتصالات المغرب،و سحبا منه على الفور وظل الهاتف يرن ويقوم بإملاء الأجوبة ،والمراقبين يعاينون الحالة الغريبة في الغش و إقفاله على الفور بعد ذلك ،ولم يتم تداول حالات أخرى بين المراقبين وهي محتملة . وبحكم حجم وضعية الجرأة التي تميزت بها هذه الواقعة وتمكن المهاجمين من الوصول إلى أهدافهم بسهولة من خلال اقتحام المؤسسة ،والسطو على أوراق الامتحان ،وتمرير الأجوبة عبر الهواتف التي يصعب رصدها من خلال استعمال التكنولوجيا الخفية في الاتصال،وخصوصا لدى الإناث اللواتي يستعملن الحجاب،واحتمال توسع عناصر شبكة هذا النوع من الغش الإجرامي ،الأمر الذي خلق ذهولا بين المراقبين،وتوجسا في نفس الوقت ينطوي على الخوف من التعرض للانتقام بعد اتخاذ الإجراء اللازم مع أي مرشح متلبس بالغش قد يتعرض للعقوبة التأديبية ،ولكنه قد يعرض المراقب في نفس الوقت إلى ويلات لا تحمد عقباها،مع إهمال أكيد من طرف القيمين على الشأن التربوي ،وخصوصا عندما تم جس نبض بعض المسؤولين على المركز الذين عبروا عن عدم استعدادهم للدخول في مشاكل لا طاقة لهم عليها ،والنصيحة المفيدة هي القدرة على التجاوز والصبر و مغادرة مركز الامتحان في أمان . فيبقى السؤال مطروحا منذ البداية هل ستتمكن الشرطة القضائية من وضع يدها على الجناة في أقرب وقت ممكن وتقديمهم للعدالة وإرجاع الهيبة للمؤسسة التربوية العمومية ،وبالتالي تمكين المصالح التربوية المحلية أولا و الوطنية ثانيا من كشف حقائق الوضع التربوي لفهمه ،وإيجاد الوسائل والآليات الكفيلة للحد من النزيف الحاد الذي يعرفه ،وتقديم توضيح مسؤول من طرف نيابة طنجةأصيلة حول هذه السابقة الخطيرة،والتي تقدمتها فضيحة سابقة في الغش بإحدى الثانويات التأهيلية كان بطلها مدير المؤسسة بعينه وشحمه .