واصبحت اول زيارة لقائد الثورة الليبية ممكنة بفضل المعاهدة التاريخية الموقعة في اب/اغسطس بين البلدين والتي ستمحو اثار ثلاثين عاما من الاستعمار الايطالي لليبيا (1911-1942). وتعتبر هذه الزيارة بالنسبة الى روما "تاريخية من جوانب عدة"، بحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الايطالية موريتسيو ماساري. من جهتها، علقت جريدة الجماهيرية الحكومية "طوال اربعين عاما كان المريخ اقرب للقذافي من زيارة روما". واعتبرت ان القذافي كان "حاسما في طلبه الاعتذار من ايطاليا وكانت ايطاليا شجاعة عندما قدمت اخيرا الحقيقة". واعتبر رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان معاهدة "الصداقة والتحالف" التي وقعها والتي اعتبرتها طرابلس "تاريخية" ستسمح لليبيا بالحصول على اعتذارات وتعويضات للفترة الاستعمارية، ولروما "بالحد من الهجرة غير الشرعية والحصول على قدر اكبر من الغاز والنفط الليبي". اما ليبيا التي تنطلق من شواطئها القوارب المحملة بالمهاجرين غير الشرعيين وتستخدم ذلك وسيلة ضغط على ايطاليا، فقد وافقت على تسيير دوريات مشتركة في مياهها الاقليمية واصبحت تستقبل المهاجرين غير الشرعيين المحاصرين في البحر الابيض المتوسط. واعتبر المحلل السياسي الليبي محمد شرف الدين ان زيارة القذافي لروما هي "نتاج مرحلة كبيرة ومهمة جدا لتطور العلاقات بين البلدين التي مرت بظروف مختلفة وازمات وانفراج طيلة عشرات السنين". وقال مصدر ليبي ان ايطاليا تعتبر في مقدم المستوردين والمصدرين لليبيا رغم "جميع العقبات الادارية التي تعترض طريق الشركات الايطالية". ورأى رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة الليبية جمعة الاسطة ان الشركات الايطالية في ليبيا والبالغ عددها 52 شركة هي الاكثر انتشارا بين الشركات الاجنبية. واضاف الاسطة "نتطلع الى استثمارات ايطالية اوسع". وتابع "نريد ان يكونوا (الايطاليون) شركاءنا في افريقيا وسنكون شركاءهم في اوروبا". وبفضل مواردها النفطية، تتمتع ليبيا بحضور في شركات ايطالية كبرى عدة كشركة ايني النفطية او المصرف يوني كريديت. وسينصب القذافي خيمته في حديقة "فيلا دوريا بامفيلي"، وهي اوسع حديقة في روما، الا انه سيمضي ليلته في القصر الفخم الذي يحمل الاسم نفسه والذي يعود الى القرن السابع عشر والمشرف على الحديقة. ومن المتوقع ان يلتقي خلال زيارته رئيس الحكومة برلوسكوني ورئيس الدولة جورجيو نابوليتانو ورئيسي مجلس الشيوخ والبرلمان. كما سيلتقي في ختام زيارته الجمعة "رئيسة اصحاب العمل" ايما مارسيغاغليا ورؤساء شركات بالاضافة الى سيدات من عالم الصناعة والسياسة والثقافة. كما طلب القذافي لقاء ممثلين للجالية اليهودية التي طردت من بلاده عقب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي العام 1967. وسيرافق الزعيم الليبي في رحلته الى روما وفد ضخم يضم ما بين 200 و300 شخص بحسب مصدر ايطالي في طرابلس. واضاف المصدر ان "ذلك مكلف جدا بالنسبة الى ايطاليا ولكن كما يعلم الجميع فان ليبيا تعني الكثير لروما". ذكرت صحيفة "أويا" الليبية الاثنين ان احتياطات ليبيا من النقد الاجنبي تصل الى 136 مليار دولار هذا العام مقابل حوالي 100 مليار في العام الماضي. وقالت الصحيفة نقلا عن علي شنبش مدير ادارة البحوث والاحصاء بمصرف ليبيا المركزي "ان احتياطات ليبيا من النقد الاجنبي تصل الى 136 مليار دولار خلال هذا العام 2009 كما حققت معدل نمو خلال عام 2008 وصل الى 3,6 بالمئة". ورجح أن يصل معدل النمو خلال العام الحالي الى 5,6 بالمئة". وتوقع شنبش "ان يرتفع معدل التضخم خلال الايام القادمة" بسبب "استمرارية ارتفاع اليورو مقابل الدينار الليبي فيما جل البضائع في السوق الليبي تورد من الاتحاد الاوروبي". الا ان شنبش اشار الى ان "معدل التضخم في السوق الليبي انخفض الى 6,9% مقارنة بالربع الاول من 2008 الذي بلغ الى 11,8% وذلك نظرا للكساد الاقتصادي الذي يمر بة العالم". يذكر ان 90% من ايرادات ليبيا من النقد الاجنبي تحصل عليها من النفط.