يحتفل الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثاء بزهو بالذكرى الاربعين لتوليه السلطة بلا منازع مكللا بالنجاحات الدبلوماسية التي احرزها في الاونة الاخيرة على الغرب وبنفوذه في افريقيا. ومن المقرر ان يشاركه العديد من القادة العرب والافارقة والاميركيين الجنوبيين الاحتفال في طرابلس التي احتضنت الاثنين قمة افريقية والتي ازدانت شوارعها الرئيسية بآلاف الفوانيس الملونة وعلقت على حيطانها مئات الصور والشعارات الممجدة للقذافي. وتأتي هذه الاحتفالات بعد نجاح دبلوماسي مزدوج ومدو للعقيد القذافي الذي حصل في العشرين من آب/اغسطس على الافراج عن الليبي المحكوم عليه في قضية اعتداء لوكربي (270 قتيلا في 1988) وعلى اعتذارات سويسرية في قضية طالت نجله هنيبعل في جنيف. وقبل الاحتفاء بذكرى الثورة التي قادته الى السلطة في الاول من ايلول/سبتمبر 1969، احتفل القذافي الاحد بنصر آخر : الذكرى الاولى لمعاهدة الصداقة المبرمة مع ايطاليا لانهاء الحقبة الاستعمارية مع اعتذارات غير مسبوقة من ايطاليا وتعويضات بقيمة خمسة مليارات دولار. ووضع القذافي رفقة رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني حجر الاساس لمشروع طريق سيار طوله 1700 كلم يمتد على طول الشريط الساحلي الليبي. وكشفت هذه الذكرى الاربعين ضيق بعض البلدان الاوروبية الحريصة من جهة على تطبيع علاقاتها مع ليبيا الغنية بالنفط والمحرجة من جهة اخرى من تقاربها مع نظام كان في السابق منبوذا من المجتمع الدولي. وبالفعل فان هذه الاحتفالات تأتي على خلفية جدل اثاره استقبال الابطال الذي خص به عبد الباسط المقرحي المحكوم عليه في اعتداء لوكربي والذي افرجت عنه اسكتلندا لدواعي صحية. واحتفاء بالذكرى الاربعين ل "ثورة الفاتح من سبتمبر" من المقرر ان تشهد العاصمة الليبية طرابلس اليوم احتفالية ضخمة. ويشارك نحو 800 شخص في الحفل الذي يرسم مراحل 40 عاما من حكم القذافي ويستمر 90 دقيقة وينطلق الثلاثاء على الساعة 21,00 ت غ. ولد معمر القذافي في 1942 في اسرة بدوية من قبيلة القذاذفة وتلقى تربية دينية صارمة قبل ان ينضم الى الجيش في 1965. وكان عمره 27 عاما حين اطاح في الاول من ايلول/سبتمبر 1969 دون اراقة دماء، بالملك ادريس السنوسي. وللقذافي شخصية متميزة وكثيرا ما اثارت حركاته او كلماته او رؤاه حول التاريخ والانسانية او انتقاداته لنظرائه العرب، الاهتمام.