أكدت صحيفة بريطانية تحذيرات أطلقتها قبل عامين دراسة طبية أشارت إلى أن الآثار السلبية للحرب في العراق وأفغانستان ستعود بأضرار نفسية على الجنود المشاركين جراء تعرضهم لمشاهد غير مألوفة منذ الحرب العالمية الثانية.ويعاني عشرات الآلاف من جنود التحالف الغربي غالبيتهم أمريكيون من حالات اكتئاب حاد وتوتّر متقدم، دفعت بالعديد منهم إلى الانتحار وفي أحسن الحالات الهروب من الخدمة، فيما تؤكد دراسات أن كثيرا من العائدين من الحرب صاروا مشردين. وقالت صحيفة "ديلي ميرور" الإثنين إن أكثر من 360 جندياً بريطانياً خدموا في العراق وأفغانستان تلقوا علاجاً جرّاء إصابتهم بمشاكل عقلية، وأشارت إلى أن غالبية الجنود مراهقون فقدوا بعض أطرافهم أو شهدوا مقتل زملائهم أو إصابتهم بجروح بليغة، وأكدت أن معدّل الجنود البريطانيين الذين يعانون من هذه الأعراض يتزايد. وتتستر وزارة الدفاع البريطانية، كغيرها من وزارات دفاع الدول الأخرى، على حجم هذه "المأساة" وترفض الكشف عن تفاصيل الإصابات الجسيمة التي لحقت بالجنود في العراق وأفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى أن وثيقة سرية مسرّبة أظهرت أن وزارة الدفاع البريطانية أرسلت خلال الفترة من إبريل-نيسان 2008 إلى يناير-كانون الثاني الماضي، 212 جندياً إلى عيادات خاصة لتلقي العلاج من مشاكل عقلية يعانون منها ونجمت غالبيتها عن العمليات القتالية في العراق وأفغانستان. وكانت دراسة نشرت عام 2007، أظهرت أن الجنود البريطانيين المحملين بأعباء كثيرة سيواجهون مشاكل عقلية متزايدة اذا بقوا فترة أطول على خط الجبهة في العراق وافغانستان. وقالت الدراسة بعد فحص اجابات أكثر من 5500جندي مقاتل ان الجنود سيعانون ايضا من اضطرابات نفسية ومشاكل عائلية واقبال على تناول الخمر بمجرد عودتهم الى الوطن. وبالنسبة إلى القوات الأمريكية فإن الكارثة أعظم، وتفيد تقارير لم تنفها وزارة الدفاع البنتاغون أن أكثر من 100 ألف جندي أمريكي يعانون من حالات اكتئاب حاد وتوتّر متقدم، بسبب مشاركتهم في حربي العراق وأفغانستان. وأشارت دراسة نشرت في ابريل- نيسان 2008، إلى أن "هناك أزمة صحية بالغة تواجه هؤلاء الرجال والسيدات الذين خدموا أمتنا في العراق وأفغانستان. "وأضافت "إذا لم يتلق هؤلاء العلاج المناسب والفعّال، ستكون هناك آثار طويلة المدى ليس فقط بالنسبة إليهم وإنما بالنسبة إلى أمّتنا"، حسب تعبيرها. وتعدّ نتائج تلك الدراسة متوافقة مع أرقام تقارير حول الصحة العقلية لدى الجنود الأمريكيين قدمتها الحكومة الأمريكية، رغم أنّ البنتاغون لم يعلن رسميا عن عدد الأشخاص الذين تولى معالجتهم من مشاكل عقلية، في الوقت الذي أكدت فيه سجلات لقسم شؤون قدامى المحاربين أن من ضمن 120 ألفا من الجنود الأمريكيين المصابين، هناك قرابة 60 ألفا يعانون من مشاكل صحية عقلية ونفسية، أي ما يساوي ثلث الجنود العاملين في العراق وأفغانستان. لكن منظمات يديرها رافضون للحرب، أكدت أن القوات الأمريكية تقوم بالغش في نتائج اختبارات صحية تكشف عن إصابة الجنود بأمراض عقلية أو إصابات في المخ لتجنب سحب هؤلاء الجنود من الوحدات القتالية بالعراق أو أفغانستان. وفي وقت سابق أعلنت منظمة التحالف الوطني للقضاء على التشرد أن عدد المشردين من الجنود العائدين من الحرب "قدامي المحاربين" في واشنطن بلغ 32 ألف مشرد يعيشون في الشوارع، وأنه مع عودة الجنود المنتظرة من العراق يخشي المسؤولون ارتفاع هذه الأعداد بصورة مقلقة ستتواصل عدة عقود. العرب أو لاين