أكد السيد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون للخارجية والتعاون ، أن لقاءه بالسيد محمود عباس أبو مازن ، رئيس السلطة الفلسطينية الخميس 4 شتنبر برام الله ، يأتي لتسليم فخامته رسالة خطية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية ورئيس لجنة القدس. وأضاف السيد مزوار انه تلقى من فخامة الرئيس شكره وامتنانه لجلالة الملك على الدور الكبير الذي يلعبه لفائدة القضية الفلسطينية ، مضيفا انه نقل للرئيس الفلسطيني تعازي جلالته والشعب المغربي إلى السلطة الفلسطينية و الأسر المكلومة في فقدان أبنائها وبناتها في غزة ، ومشاعر الود والمآزرة والدعم اللامشروط التي يحملها المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، للشعب الفلسطيني ولقيادته الشجاعة المتنورة برئاسة السيد محمود عباس، خاصة بعد المحنة التي عاشها الأشقاء الفلسطينيون في غزة جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع والذي استمر لأزيد من خمسين يوما وخلف مئات الضحايا من المواطنين العزل، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، ودمر العديد من المنشآت والمرافق الحيوية، مما أدى إلى خلق وضع مأساوي غير مسبوق. وشدد السيد وزير الشؤون الخارجية على أن المملكة المغربية أدانت بشدة هذا العدوان واعتبرته غير مبرر ومتناف مع القيم الإنسانية، مؤكدا في السياق ذاته أن الشعب المغربي، الذي كان يتابع بكل أسى وحزن معاناة أشقائه الفلسطينيين والذي هب كعادته، من واجب التضامن الإنساني والأخوي إلى توفير ما أمكن من المساعدات، يجدد مرة أخرى تعازيه الخالصة في وفاة الشهداء وأصدق المواساة لذويهم. وأضاف السيد صلاح الدين مزوار أن المغرب عبر عن ارتياحه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه، بتاريخ 26 غشت 2014، الوفد الفلسطيني الموحد مع الجانب الإسرائيلي، تحت إشراف جمهورية مصر العربية الشقيقة، مشيدا بالجهود التي بذلتها هذه الأخيرة في هذا الشأن، كما أكد السيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب يطالب بان يكون هذا الاتفاق دائما ونهائيا ويحمل ما يلزم من الضمانات لعدم تكرار أي عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين، ويقود كذلك إلى إنهاء مُسببات أزمة الشعب الفلسطيني الشقيق ومعاناته والمتمثلة أساسا في الاحتلال الإسرائيلي لأرضه والحصار المفروض عليه. كما أضاف السيد مزوار أن الاهتمام مُنكب الآن على ما بعد اتفاق 26 غشت 2014. ولهذا، جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون دعم المغرب للخطوات التي تعتزم القيادة الفلسطينية القيام بها سواء تلك الرامية إلى مطالبة مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني بسقف زمني محدد من خلال ترسيم حدود دولة فلسطين على أساس الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف،أو ما سبق لمجلس جامعة الدول العربية، أن انتهى إليه في اجتماعه الأخير في القاهرة بتاريخ في 14/7/2014 يوليوز 2014، من خلال للمطالبة ب : * الحيلولة دون تكرار أي اعتداء على الشعب الفلسطيني في أرضه، * وضع الأراضي الفلسطينية تحت الحماية الدولية وصولا إلى إنهاء الاحتلال، * إعمال "اتفاقية جنيف" لتأكيد المسؤولية الجماعية التي تقرها الاتفاقية تجاه حماية الشعب الفلسطيني. * التحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. * توفير الشروط التي تسمح باستئناف مسار تفاوضي جاد يؤدي إلى إنهاء الاحتلال. في السياق ذاته، أفاد مزوار أن المغرب على أتم استعداد للمساهمة بكل فعالية في مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة الذي دعت إليه كل من مصر والنرويج والذي أصبح الآن من الممكن عقده بعدما توصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق نهائي بوقف إطلاق النار. أما بالنسبة للقدس الشريف، فقد أكد وزير الشؤون الخارجية أن جهود جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مستمرة ومتواصلة، اعتمادا على مقاربة تزاوج بين التحرك السياسي والمسعى الدبلوماسي والعمل الميداني من خلال المشاريع الملموسة التي تضطلع بها وكالة بيت مال القدس الشريف، وذلك بهدف الدفاع عن الوضع القانوني للمدينة المقدسة وحمايتها من كل مظاهر التهويد والاستيطان ومساعدة سكانها على الصمود. وقال السيد صلاح الدين مزوار في هذا الإطار " نحن واثقون بأننا ندافع جميعُنا، إلى جانب الشعب الفلسطيني، عن قضية عادلة، فإلى جانب قوةِ عدالةِ القضيةِ وقوةِ الشرعية الدولية وقوةِ الحق غير القابل للتصرف، للشعب الفلسطيني قوة أخرى تكمن في وحدته، فكلما تعززت اللحمة الوطنية الفلسطينية إلا وانهارت أمامها محاولات التفرقة التي يراد منها إطالة أمد الاحتلال وإفشال قيام الدولة الفلسطينية". وأضاف " أملنا كبير في أن تُقوى الوحدة الوطنية الفلسطينية على أسس جديدة ومتينة، صادقة ودائمة، تؤدي إلى انخراط الجميع، بكل عزم وتجرد، في المشروع الجوهري المتمثل في رفع الحصار والاحتلال وإقامة دولة فلسطين الحرة والمستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وأن يُعزز دور ومكانة حكومة الوفاق الوطني بهدف بسط ولايتها وتقديم خدماتها داخل أراضي دولة فلسطين وإلى عموم أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة".