يسود انطباع عام بين الوزانيين بأن المال السياسي سيلعب دورا حاسما في الاستحقاقات الانتخابية التي ستجري في غضون الأشهر القادمة. وأن أصحاب "الشكاير" كما يحلوا للوزانيين تسميتهم هم من يتسارعون لجلب "التزكيات" من أحزاب "وطنية " لا تتردد في منحها إلا حسب ضخامة الشكارة والتأكد من جاهزيتها لتكون المحرك الأساسي في الحملات الإنتخابية . فمول" الشكارة " في نظر الأحزاب "الوطنية" قادر على انتزاع "الكرسي " ولا يمانع في إنفاق أي مبلغ للفوز بمقعد داخل قبة البرلمان ، وانه يستطيع استقطاب آلاف الأصوات عن طريق المال، وأن دور المال سيكون حاسما في تعديل النتائج لدى الشريحة المتأرجحة التي لا تذهب إلى صناديق الانتخابات إلا عبر الاستقطاب المالي. والجدير بالذكر أن أهل وزان واعون بأن الأسماء التي تتداول عبر امكانيات تزكيتها من قبل الأحزاب "الوطنية" لم تعد تحكمها معايير "الجودة السياسية" ولم تعد القيم والمبادئ السياسية ذات أهمية أو دلالة رمزية بقدر ما أصبح مول "الشكارة " مؤهلا أكثر من غيره من الشباب الطامح للتغيير ،للحصول على "التزكية" فلا يهم أن تكون له دراية بالعمل السياسي أو قاعدة انتخابية بقدر ما يكون قادرا على تمويل الحملة الانتخابية من ماله " الخاص" الذي راكمه من تجاربه السابقة في نهب المال العام . غير أن أهل دار الضمانة يرحبون بقدوم موسم الانتخابات الذي سيجيء هذه المرة على غير العادة نضرا للظرفية الخاصة التي ستطبع الاستحقاقات المنتظرة في ظل الدستور الجديد وانتظارات الانتقال الديمقراطي الذي ستلعب فيه صناديق الاقتراع الدور الحاسم ، وأن كثيرا ممن يسترزقون في مثل هذه المواسم سيرفع عنهم الكساد بسبب الفراغ وكثرة الانتظار والوعود بغد أفضل ،فستكون فرصة سانحة لهم لطرد النحس الذي لازمهم لتدوق بعضا من ولائم أصحاب "الشكاير" ويتقاسم بعضا من المال "العام" أو إعادة توزيع الثروة كما دأب الوزانيون على تسميته في مثل هذه المناسبات . وتجدر الإشارة أن هذه المواسم الانتخابية عندما يتدخل فيها المال السياسي وأصحاب "الشكاير" تكرس نمطية الوجوه التي اعتاد المواطن في أكثر من مناسبة من تهجمه واستنكاره لها ،لتستمر بذلك معاناته من هذه الممارسات التي يتحمل فيها أيضا قسطا كبيرا من المسؤولية من فساد العملية الانتخابية برمتها وتكريس واقع العزوف وعدم المشاركة السياسية ،ليكن الرابح الأكبر هو مول "الشكارة" ، فهل سيصحو ضمير الناخب الوزاني ونسمع صوته يقول "لا" لمُولْ الشْكارة..