انطلقت يوم الاثنين 24 يناير 2011 بنادي ابن بطوطة لجمعية الأعمال الاجتماعية لنساء و رجال التعليم بطنجة فعاليات برنامج "في مؤسستنا سينمائي"، الذي ينظمه المنتدى الثقافي بطنجة ونيابة طنجة-أصيلة، بشراكة مع المركز السينمائي المغربي، وذلك بالموازاة مع فعاليات الدورة 12 للمهرجان الوطني للفيلم المغربي، الذي تحتضنه مدينة طنجة، خلال الفترة الممتدة ما بين 21 و 29 يناير 2011. وقد تميزت انطلاقة هذا البرنامج بالدرس الافتتاحي الذي قدمه الأستاذ نور الدين الصايل المدير العام للمركز السينمائي المغربي، حيث تناول خلاله جملة من القضايا التربوية و الاجتماعية التي ضمنها الإشارة إلى تخلي المجتمع عن الدفاع الأفراد، مما أدى إلى ظهور أعراض عصابية، انهارت معها علاقة الفرد بالحياة وبالمجال التربوي بشكل خاص، وهو ما يستوجب حسب رأي الصايل، إفساح المجال للسينما، باعتبارها تشكل مدخلا حقيقيا لترسيخ التربية على القيم، و إعادة الاعتبار للذاكرة، كما أكد على أن الدور التربوي للسينما يبقى رهينا بضرورة تسلح المتلقي بما يكفي من الوعي المسبق وبعتاد لغوي يسعفه في فكك شفرا ت اللغة السينمائية و القدرة على الاختيار و التحليل، ومن ثمة وجه دعوة ملحاحة إلى تلامذة المؤسسات التعليمية الحاضرين، بضرورة التشبث "بفردانيتهم" عن وعي وتبصر، معتبرا السينما أحسن فن يفتح الباب أمام تحقيق هذه الرغبة. ومن جهته طرح الدكتور عبد الوهاب بنعجيبة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة طنجةتطوان جملة من الأفكار والتساؤلات، التي أخذت منحى توجيهيا يؤطر للدورة التكوينية التي ستنظم خلال اليومين المواليين في موضوع السينما المغربية والمهن السينمائية، كما أفرد حيزا من مداخلته للتعريف بالمجهودات التي تبذلها وزارة التربية الوطنية من أجل تنشيط الحياة المدرسية وتنمية القدرات الإبداعية لدى المتعلم، وذلك من خلال سهرها على تشكيل الأندية التربوية داخل فضاءات المؤسسات التعليمية، وذلك انسجاما وتساوقا مع روح البرنامج الاستعجالي، وعلى الخصوص المكون الثاني للمشروع E1P8 الذي يهدف إلى تحقيق ملائمة التجديد والبحث التربوي للحاجات الملحة للمنظومة التربوية، وذلك بهدف الارتقاء بأدائها التربوي وتعزيز إسهامها في تنشيط الحياة المدرسية، وختم الدكتور بنعجيبة مداخلته بالتأكيد على استعداد الأكاديمية لإحداث شعبة جديدة تحتضنها الثانوية التأهيلية مولاي يوسف التقنية بنيابة طنجةأصيلة، في المجال السمعي البصري، و ذلك بشراكة مع المركز السينمائي المغربي، ودعى إلى ضرورة تكثيف المزيد من جهود المجتمع المدني والمركز السينمائي المغربي والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجةتطوان، من أجل تحقيق شراكة مؤسساتية، تضع اللبنات الأولى لبرنامج تربوي طموح، يستهدف النهوض بالثقافة السينمائية داخل الفضاءات التربوية. وقد ساهم في تأطير هذه اللقاء كل من الأستاذ احمد الفتوح، المنسق العام للمنتدى الثقافي لطنجة والأستاذ امحمد مكروم الطالبي، رئيس مكتب تنمية الأنشطة الاجتماعية و الثقافية بنيابة طنجةأصيلة، كما تابعه عدد كبير من تلامذة المؤسسات التعليمية ومنشطات ومنشطي الأندية التربوية، فضلا عن بعض المهتمين بالشأن التربوي والسينمائي.