رفضت إسبانيا السماح لطائرات سلاح الجو الملكي البريطاني باستخدام مجالها الجوي بالقرب من مضيق جبل طارق لإجراء تدريبات عسكرية، حسب ما صرح به متحدث باسم القوات البريطانية في إقليم جبل طارق، أول أمس الأربعاء، لوكالة فرانس برس. ويأتي هذا القرار وسط تزايد التوتر بين قوات الأمن الإسبانية والبريطانية في المياه الواقعة قبالة الأراضي البريطانية المتنازع عليها قبالة الطرف الجنوبي لإسبانيا. وقال المتحدث إن ست طائرات من طراز تورنيدو F3 البريطانية بدأت يوم الأربعاء يومها الثاني من التدريب ضمن مناورة جوية أطلق عليها اسم «اللهب الجنوبي»، بالتحليق فوق مناطق من جبل طارق. يذكر أن المغرب يسيطر على النصف الجنوبي من منطقة «البوران» التدريبية في غرب البحر الأبيض المتوسط، فيما تسيطر إسبانيا على النصف الشمالي . وفي حين أعطت السلطات المغربية الإذن للطائرات البريطانية لاستخدام المجال الجوي المغربي في إتمام التدريبات قامت السلطات الإسبانية بمنعها من الوصول إلى القطاع الشمالي الذي يقع تحت سيطرتها. وقال المتحدث «لقد تقدمنا بطلب إلى السلطات الإسبانية، التي تسيطر على المجال الجوي في النصف الشمالي من منطقة البحر الأبيض المتوسط للتدريب، وفي نفس الوقت تقدمنا بنفس الطلب إلى السلطات المغربية التي تسيطر على النصف الجنوبي. وقد أعطت لنا السلطات المغربية التصريح باستخدام النصف الجنوبي في التواريخ المحددة في الطلب، في حين رفض الإسبان طلبنا». لكنه أردف بالقول إن التدريبات «كانت ناجحة للغاية» ضمن القطاع الذي يقع تحت السلطة المغربية. جدير بالذكر أن ست طائرات من طراز تورنادو تنتمي إلى السرب «111» والذي يقع مقره في اسكتلندا، وصلت إلى جبل طارق يوم الاثنين لإجراء تدريبات من المتوقع أن تمتد لمدة أسبوعين. وسعت وزارة الخارجية الإسبانية إلى التقليل من أهمية الحادث بالقول «إن الواقعة جزء من العلاقات الطبيعية القائمة بين بريطانيا وإسبانيا حول منطقة جبل طارق»، على لسان مصدر في وزارة الخارجية. وأضاف نفس المصدر أنه على الرغم من تخفيف القيود المفروضة على الحركة الجوية المدنية والبحرية والخاصة جبل طارق، إلا أن هذه القيود لا تزال سارية في المجال العسكري». غير أن مصدرا عسكريا بريطانيا أكد أن هذه هي المرة الأولى التي ترفض فيها إسبانيا طلبا بريطانيا لاستخدام المنطقة دون إبداء أي سبب. وقال «في الماضي كانت هناك مناسبات لم نتمكن فيها من الوصول إلى المنطقة، لأن قوات جوية أخرى قد تجري فيها نشاطاتها». وكانت قوات البحرية البريطانية والإسبانية وزوارق الشرطة في الأشهر الأخيرة قد انخرطت في سلسلة من المناوشات في المياه قبالة جبل طارق، التي تقع عند مدخل استراتيجي غربي البحر الأبيض المتوسط. وفي حادثة وقعت مؤخرا، حذرت دورية للبحرية الملكية البريطانية قارباً للشرطة الإسبانية من البقاء ضمن المياه الإقليمية البريطانية وضرورة مغادرتها ومن ثم رافقت السفينة الإسبانية خارج المياه التي تسيطر عليها بريطانيا. يذكر أن إسبانيا تنازلت عن جبل طارق لبريطانيا في عام 1713 بموجب معاهدة «اوتريخت» ولكنها احتفظت بمطالبها الأولى في شبه الجزيرة الصغيرة حيث تخلت بريطانيا عن السلطة فيها. وتشتد التوترات بين جبل طارق إسبانيا وبريطانيا، خاصة مع إصرار مدريد على أن مجموعة من الأراضي تبلغ 6.5 كيلومترات مربعة والتي هي موطن لحوالي 30000 شخص، يجب أن تعود إلى السيادة الإسبانية.