جندت المديرية العامة للأمن الوطني كافة أجهزتها لمنع متسللين جزائريين إلى المغرب، من تحقيق أهداف معادية للوحدة والاستقرار الوطنيين. وذكر مصدر موثوق أن المدير العام للأمن الوطني، الشرقي اضريص، أمر مصالحه بإجراء بحث سري ومعمق في قضية دخول وفد جزائري إلى المغرب قبل أيام لخدمة أهداف ومخططات مشبوهة. وأوضح المصدر ذاته أن المدير العام للأمن الوطني توصل ب «إخبارية» في الموضوع من أحد أعضاء الزاوية العلاوية بالمغرب ورئيس فرعها بتطوان، يحيطه فيها علما ب «دخول وفد جزائري إلى المملكة المغربية لأهداف مجهولة». وجاء في الإخبارية الكتابية، التي توصلت «الصباح» بنسخة منها، أن وفدا جزائريا يفوق عدده عشرة أنفار، يتزعمه شخص مشبوه من أصل جزائري مقيم بالمغرب، دخل إلى أرض الوطن ما بين 15 و20 مارس من أماكن متفرقة، منها طنجة والدار البيضاء عبر الخط الجوي بطريقة قانونية، ومن نقطة الحدود الشماليةالشرقية بطرق غير قانونية، أي عن طريق التسلل، لأغراض سياسية مجهولة. وكشفت الإخبارية ملابسات أخرى، قد تساعد محققي الاستعلامات العامة وباقي أجهزة البحث والتحري في كشف لغز هذه القضية، أن الوفد الجزائري، قبل وصوله إلى التراب الوطني المغربي، قام بتحركات واتصالات ببعض الهيآت والمنظمات بأوربا، وبلقاء سري ليلا بتاريخ 16 مارس 2011 بفيلا شخصية معروفة بمنطقة «جبل الكبير» بطنجة، وبعدها اتجه الوفد الجزائري إلى السعيدية وبركان، مرورا بجهة الريف. وأشار محررو الإخبارية إلى أن هذه التحركات التي قام بها الوفد الجزائري بالمغرب لم تخل أيضا من الاتصال ببعض «الهيآت المشبوهة»، التي «غالبا ما يحمل أعضاؤها أفكارا منافية لمقدساتنا الوطنية ووحدتنا الترابية»، بتعبير الإخبارية. واعتبرت الإخبارية أن هذه الزيارة تطرح عدة تساؤلات، منها لماذا دخل الوفد الجزائري من أبواب متفرقة، ولماذا اختار بالضبط تاريخ الملتقى الأخير المفترض، متزامنا مع إعداد إحدى المسيرات الشبابية بإحدى مدن الشمال، ولماذا اختار الوفد الجزائري مرافقة بعض «الأذناب المغاربة». وذكرت الإخبارية أنه لولا التحذيرات المتتالية التي وجهها أعضاء في الزاوية بالمغرب إلى بعض الجهات المسؤولة، والتي تدخلت في آخر لحظة بقرار صارم لمنع «ملتقى» كان سينظم بمدينة بركان، بعد ترخيص السلطات المحلية لمنظميه، لوقع ما لا يحمد عقباه، ولعرفت المنطقة مواجهة دامية بين أتباع مشيخة الطريقة الصوفية العلوية المغربية وخصوم الثوابت الوطنية. ودعت الإخبارية، مدير الأمن الوطني، إلى «اتخاذ القرار العاجل قبل فوات الأوان، خصوصا بعدما اتضح كل شيء، وتم تصنيف الطوائف التي تخدم مخططات الجزائر»، مشيرة إلى أن أتباع مشيخة المغرب نبهوا السلطات المسؤولة بالجهة الشرقية، والتي وعدت بأنها «لن تظل مكتوفة الأيدي» إزاء ما يحدث.