الأجمل من الأمل في تلك الإعلانات الدعائية التي تقول "سنعود بعد قليل" وذلك الجمال الأكبر في قولها حين عودتها بعد إنقضاء الإعلان "عدنا" الذي كان دائما يشرق في نفوس الأطفال بسماعها والكبار هم الآخرين أيضا، خصوصا حين نجردها من السياق ونطلقها في فضاءات أرحب، هو أنها من العمق لتوحي لك أن الحياة على الدوام هكذا ما بين جزر من الغياب ومدٍّ من الإشراق بعد ذاك الغياب، ما بين غروب وشروق دائماً، ما بين موت وولادة، ما بين تجدد وفناء دائمين.. اليوم وصل العالم إلى حالة فاصل إعلاني ولكنها من طراز إعلانات قناة MBC2 الطويلة الأجل، حيث يباغت كورونا العالم ويعلن أنه فاصل لحياة البشرية لكن لا أحد يعرف إذا ما كنا سنعود أم لا هذه المرة على طريقة سبيستون، والأدهى أن العالم لا يعرف من هو الراعي الرسمي لهذا الإعلان المرعب وإذا كانت الحياة مسرح كبير فلا بأس في هذه المرة أن نعتبرها أيضا فيلما سينمائيا لكن فجأة وأثناء الاستمتاع بمشاهدته فاجأنا اعلان منتصف الفيلم من طراز آكلي لحوم البشر أو هو نسخة محدثة منه، فابتلع الاعلان الفيلم وصادره وصار هو الفيلم وهو البطل وهو المخرج وهو كاتب السيناريو وهو مؤلف القصة وهو المنتج وهو المصور وهو المونتير وهو الراعي الرسمي لهذه الحفلة التي اسمها الحياة وهو بائع التذاكر إلى الجحيم. أعتقد أن ثمة عبارة تناسب فاصل كورونا على غرار "سنعود بعد قليل" وهي "سنموت بعد قليل" وعبارة أخرى عندما ينتهي الاعلان على غرار "عدنا" وستكون "متنا" كأفضل توصيف يوافق مقتضى الحالة.