يرتقب تنظيم فعاليات الدورة الواحدة والخمسين من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، من 27 الى 31 أكتوبر المقبل بمراكش، وذلك بعد تأجيل إدارة المهرجان الدورة، بسبب تفشي وباء كورونا المستجد، والتي كانت ستعقد من فاتح الى خامس من شهر يوليوز الجاري. وتستعد جمعية الاطلس الكبير، التي تنظم هذه التظاهرة الفنية والموسيقية الكبرى، بالتعاون مع عدد من الشركاء أبرزهم وزارة الثقافة والشباب والرياضة، الى احتضان المشاركين في الدورة المقبلة، بنفس جديد، ورؤية فنية جديدة، وذلك بعد الاحتفاء باليوبيل الذهبي خلال الدورة الماضية، والتي شكلت دورة ناجحة بكل المقاييس. ويرتقب ان يشارك في الدورة المقبلة أمهر الفرق المغربية المتخصصة في مجال الفنون الشعبية والتراث الموسيقي القديم، والتي حققت شهرة وطنية وعالمية، ما يجعل من هذا المهرجان كرنفالا احتفاليا راقيا بالفنون الشعبية في أبهى التجليات. ونجحت جمعية الاطلس الكبير، الجهة المشرفة والمنظمة، ورئيسها، ورئيس المهرجان الدكتور محمد كنديري، في تحقيق الكثير من الرهانات والاستحقاقات، والاشعاع لهذه التظاهرة الفنية الوطنية، والتي تشكل علامة فنية كونية وإنسانية كبيرة، لمساهمتها العظيمة في الحفاظ على التراث المغربي اللامادي العريق، وترسيخ ثقافة موسيقية وطنية اصيلة، تمجد سحر الطبيعة والتاريخ، وتقاليد وعادات الشعوب والانسان. وبعودة تنظيم المهرجان من قبل جمعية الاطلس الكبير، تكون هذه التظاهرة الموسيقية، ذات البعد الوطني والعالمي، قد عملت على صيانة الذاكرة الفنية والتراثية الوطنية، ومختلف أشكال الفنون التراثية، التي تتميز بها بلادنا في السهول والجبال والهضاب والصحراء. وبهذا يشكل المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي انفتح على تجارب موسيقية تراثية عالمية، قد كرس قيم التعايش والتسامح الفني والموسيقي، وجعل من الفنون الشعبية الوطنية، لوحة فنية مبهرة تتوحد فيها مختلف اللوحات الإبداعية الممتعة، بكل التنوع والخصوبة الفنية، التي تتميز بها كل فرق موسيقية على حدة سواء كانت مغربية او اجنبية. وكانت الدورة السابقة التي عرفت مشاركة ما يقارب من 800 فنانا في جميع ألوان الفنون الشعبية والرقصات التقليدية، فضلا عن مشاركة فرق دولية، خاصة من الصين والسنغال وأوكرانيا والشقيقة الجزائر، كضيوف شرف، قد عرفت متابعة قياسية من قبل الجمهور، في مختلف ساحات العروض أبرزها منصة قصر البديع التاريخية. واستقبلت هذه المنصة بشكل خاص في اخراج فني جميل، مختلف الايقاعات والرقصات، التي تعانق فيها الحساني، بصوت اسطورة قلعة مكونة والروايس، ومأثورات عبيدات الرمى بمواويل العطية، فضلا عن سحر الدقة المراكشية، ورقصات اهل زكورة وسوس وغيرها من الأوان الفنية والموسيقة الرائعة التي تستمتع بها الجمهور مغاربة وسياح أجانب. كما شهدت الدورة السابقة التي اقميت تحت شعار "الثروة والتنوع في التراث الثقافي الوطني"، سهرات مختلفة في منصات ساحة جامع الفنا، والحارثي، وواحة سيدي يوسف بن علي وخشبة المسرح الملكي، إضافة الى الكثير من الأنشطة الموازية أبرزها المعرض الدولي الكبير للفنون التشكيلية والذي احتضنه رواق المسرح الملكي. وبهذا تراهن دورة الخريف المقبل، على التميز والتنوع، وتحقيق الفرجة الراقية للجمهور، من خلال تقديم اطباق متنوعة لهذا الفن، الذي لا يمل الجمهور من الاستمتاع به، ما يجعله فنا انسانيا، يقدم الكثير من الصور الجمالية والشاعرية عن فنون مغربية اصيلة، تمتد جذورها في عمق التاريخ، وتشكل وشاما بارزا لحضارة مغربية راسخة، وتراثا لاماديا، يستحق كل الاهتمام والدعم، للحفاظ عليه.