تلعب الاحزاب بحث من الدستور المغربي على تعبئة المواطنين وتأطيرهم للانخراط في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وانتظامهم في هيأت مهنية وتجمعات متجانسة بالعمل على توفير فرص الاندماج لأعضائها في الحياة السياسية العامة عن طريق تعارف منخر طيها بخلق قرابة سياسية بينهم و ادماجهم الاجتماعي غير مهتمة بالأفراد مهما علت مكانتهم ومهما كان مستواهم المادي أو الأسري أو الأكاديمي بل تهتم بالجماعات والمجموعات الاجتماعية فهي وسيطة بين المجتمع والسلطة, فالأحزاب تعمل بشكل منظم عبر تجميع قواها الحية في روابط ومنتديات ولجن على تجاوز المعارضات المعزولة متبنية شكاوي المواطنين ومطالبهم فهي بهذا الشكل لا تلغي الصراعات الاجتماعية بل تنظم كيفية التعبير عنها بالعمل على عقلنة مطالب المواطنين وتقف سدا منيعا في وجه الاتجاهات والتطلعات الأكثر تدميرا للمجتمع التي تستند على النفوذ والمحسوبية وضمان مصالح فئة قليلة من اللوبيات والجماعات الضاغطة التي تسخر إمكانياتها المادية وقربها من مراكز النفوذ لضمان مصالح أعضائها عن طريق التأثير على السلطات العامة وهذه الجماعات هي والله اعلم التي نعتها رئيس الحكومة الحالي بالتماسيح والعفاريت وهم متواجدون في شتى القطاعات ويعملون بشكل أو بآخر على تنفير المواطنين من ولوج الشأن العام بأساليبهم ووسائلهم المعهودة ليخلو الجو لهم وتفرغ الساحة السياسية من كل الحاملين لقيمة مضافة, والكل يعلم بان الساحات تخشى الفراغ وقد تملأ بجماعات تجيد فن الحلقة والضحك على الذقون.