اعتبرت الفنانة التشكيلية المغربية نعيمة الحيمرأن تطويع ريشتها لخدمة قضايا المرأة ما هي إلا محاولة لكسر القيود وإخراجها من طي النسيان وقالت الحيمر إن اللون هو الذي يخلق اللوحة وليس العكس . تسرد كل لوحة من لوحات الفنانة نعيمة الحيمر مفردات ولمسات امرأة تقف أمام مرآة نفسها ، فكل لوحة تمثل تجربة إنسانية أنثوية لنساء موجودات في لوحاتها محاولة أن تخرجهن عن طوق وحبال التقاليد والعادات وتكسر بهن قيود امرأة أسيرة ذاتها. نعيمة الحيمر إبنة مدينة الدارالبيضاء فاعلة جمعوية ومصممة أزياء ، حملت ريشة الرسم منذ الصغر، حيث كانت ترسم نساء جميلات ذوات العيون الواسعة والتقاسيم الذكية في دفترها الخاص في المرحلة الابتدائية ، لتصبح اليوم محترفة ، شاركت في معارض جماعية وطنية ودولية ، رسمت لوحات تحاكي الطبيعة والمرأة ، ريشتها مغمّسة بالحنين والحب والابداع ، كما أنها لا تخلو من المشاعر ، أبرزت اللون وجمالياته وحصرت المسافات والأبعاد والرؤى في إطار جميل ، مواضيعها قوية فرضت حضورها منها الطبيعة والمرأة وجذورهما الممتدة إلى ما لا نهاية. وقد اعتمدت الحيمر في أسلوبها على التعبيري كمنشأ للبنية التشكيلية الحياتية ، كما تبحث عن التعبير في التجريب المطلق فتحضر ما هو مرئي لما هو لا مرئي، فترى أن هذه العملية بما فيها من حبك ومغازلة للوحاتها بداية من مسك النسيج طريقا للوصول لأسلوبها الخاص.
وعن اعتمادها على الألوان الزاهية قالت الحيمر : اللون بالنسبة لي هو ما يخلق اللوحة وليس العكس ، ولقد اعتمدت دوما على الألوان الزاهية وهي في الأساس ألوان الطبيعة المغربية التي نعمل تحت ظلها كفانين مغاربة ، كما أنها ألوان رائعة لا تحتاج لمن يتحدث عنها ، وذلك لا يتوفر عادة في عدد من البلدان العربية الأخرى التي يعتمد فنانوها على الألوان القاتمة ، وهذا الجزء من التعايش اليومي مع الألوان من خلال الممارسة والمعايشة ، لذا فاللون الزاهي هو أساس الرسم التشكيلي لدي . وعن اختيارها للمرأة كمحور لأعمالها بكل حالاتها ، ذكرت الحيمر أنها شاركت في عدة معارض بلوحات تجسد المرأة وتدافع عنها ، وهناك مواضيع أخرى عديدة ومختلفة سأتطرق لها مستقبلا.
وعن تجربتها الفنية الجريئة وطموحها كفنانة ما زالت تنبض بالعطاء رأت أن الفن حالة حلمية وتجربة فردية مهمة ، قد تمثل لأي فنان درب من دروب الوصول لهدف أو طموح ما ، وما أن نعرف إلى أين نصل في النهاية سيبدأ طموحنا في البدء في درب آخر. واعتبرت الحيمر أن ريشتها ورسوماتها هي هويتها وسفيرتها الدائمة ، مؤمنة بأن الفن رسالة وهي تطمح أن يطلع الجيل الجديد ممن يعملون في هذا الاطار الجميل للاطلاع على تجربتها المميزة التي حازت على التقدير والاهتمام والمتابعة ، فهي تشعر بسعادة كبيرة لأن كل نتاجها هدية لمحبيها وخصوصا المرأة المتميزة والمثقفة والمدركة لعظمة دورها في الحياة وعلى ساحة الابداع .