بعد أن حاز على منحة صندوق الدعم السينمائي برسم 2010 ، عن فيلم طويل يتناول حياة المبدع المغربي عبد السلام عامر ( 1939- 1979 ) زار مدينة القصر الكبير مؤخرا المخرج السينمائي حسن بن جلون من أجل إتمام تجميع المعطيات حول حياة عامر، ومساراته الأولى بمدينته ، وقد رافق مخرج هذا العمل الفني الممثلين : رشيد الطنجاوي ، وفاطنة الخماري ، والمنتجة رشيدة السعدي ، بالإضافة إلى ثلة من شباب المدينة . لهذه الغاية قام السيناريست بشير قرمان، بكتابة سيناريو هذا العمل السينمائي الأول من نوعه إذ لم يسبق لريبرتوار الأفلام المغربية أن عرف أعمالا تؤرخ لعمالقة الإبداع: لحنا وكتابة ورسما ،عدا فيلم " العربي" الذي يتناول حياة الجوهرة السوداء العربي بن مبارك لمخرجه إدريس المريني، والذي عرض مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان طنجة في دورته الثانية عشرة. ولعل صعوبة تناول سيرة هؤلاء المبدعين ترجع لقلة الكتابات والدراسات التي تناولت ذلك، لذلك بادر المخرج حسن بن جلون منذ أكثر من سنة إلى ربط الاتصال مع العديد من الأسماء التي ارتبطت بسيرة عبد السلام عامر، والتي كانت شاهدة على نبوغه المتعدد حيث ساهم في الحركة الشعرية بالشمال بعد مشاركته في الملتقى الشعري الأول لشفشاون، رفقة الشاعر حسن الطريبق ،ونشط الحركة المسرحية بمدينته وهو عضو ومخرج بفرقة الكواكب التمثيلية، والتي ضمت في عضويتها المسرحي محمد الجبالي ( عضو الفرقة الوطنية للتمثيل) وغنى وأطرب مستمعي الإذاعة الوطنية بأغانيه الخالدة : ما بان خيال حبيبي الغالي ، الساقية والبير ) ولحن إبداعا القمر الأحمر ، حبيبتي ، الشاطىء، ميعاد ، آخر آه ، راحلة ، .......والإنسان الشاهد على أحداث عصره كحرب الرمال بين المغرب والجزائر ، وحرب النكسة 1967 بين العرب وإسرائيل، وموت جمال عبد الناصر ، وانقلاب الصخيرات . إن أحداثا دالة كهذه باستطاعتها إكساب هذا العمل الفني حمولة تتخطى ما هو فني، إلى ما هو سياسي يرتبط بمحطات أساسية في تاريخ المغرب الحديث من جهة، وتاريخ الأمة العربية من جهة أخرى . لقد كان للمرأة تأثيرها الجلي، وبصماتها في حياة عامر، مما جعل "بشير قرمان" يخصها بمشاهد تناولت الأم ( خدوج الطاجني ) والتي رافقته في رحلته من مدينته الهادئة إلى الدارالبيضاء ، وكذا " تيسير " الزوجة الأولى التي ارتبط بها أثناء إقامته بالقاهرة ، ثم " فاطمة عفيف " الزوجة الثانية صاحبة الأثر البليغ في حياته إلى أن غادر الحياة وهو يسلم الروح لباريها يوم 4 ماي 1979 بعد عملية جراحية لاستئصال الدودة الزائدة . من الأعماق أتمنى أن يكون الفنان حسن بن جلون قد استمع إلى أصفياء الراحل عبد السلام عامر: فطوم قدامة، مصطفى الطريبق ، خليل السباعي، المهدي المجول ، أبو بكر بوسلهام، إدريس الشرادي، مصطفى اليعقوبي ، ،بوغالم الغرباوي ، عبد الوهاب الفلوس، حسن الطريبق وغيرهم ..... - تقوم بلدية القصر الكبير – حاليا - ببناء الشطر الأول لدار الثقافة ، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وهي دعوة للمسئولين لإطلاق اسم عبد السلام عامر على هذه المعلمة الثقافية ، وهو اقل ما يمكن القيام به لرجل فنان أوغل عشقا في مدينته ووطنه وفنه ./ ذ محمد كماشين- القصرالكبير | تطوان نيوز