إذا كان التلميذ جد مسرورا بالدخول المدرسي فإن أسرته تكون أقل سعادة والسبب راجع إلى خصوصية الدخول هذه السنة التي تعرف أزمة الاقتصادية لدى الطبقة المتوسطة والفقيرة إذ أن الدخول تزامن مباشرة مع خروج شهر رمضان الكريم الذي يتميز بكثرة المصارف لدى الأسر المغربية وعيد الفطر من جهة واستعدادها لعيد الأضحى وما له من استعدادات منافسة بين الأسر، فعادات هذه الثلاثية كما يسميها البعض تثقل ميزانيتها كاهل اسر تلك الطبقة وتتضاعف بدخول الموسم الدراسي ، مما يضطر معظمها إلى القروض وما اصطلح عليه بالقروض المدرسية، وهي وسيلة جديدة اليوم في السوق المالي لمواجهة استحقاق أبنائهم عند الدخول المدرسي وما يتبعه من لوازم والنفقات والنتيجة أن ثلاثة أرباع من المغاربة باتوا مدينين. فإذا كان برنامج مليون محفظة قد خفف هذا العبء في السلك الابتدائي والإعدادي في العالم القروي، تبقى حوالي 40% من الأسر المتوسطة الدخل تتفاخر وتتباهى بإرسال فلذات أكبادها إلى المؤسسات الخصوصية وهي مغامرة وجناية في حق الطفولة بدون أن تدري عواقبها ، خصوصا إذا كان عدد الأطفال أكثر من واحد، فالميزانية تتضاعف من سلك لأخر مما يعمق ألازمة . والملاحظ أن أطفال هذه الطبقات ليس لها النفس الطويل لاستمرار أبناءها في هذا النوع التعليمي مما يجعلهم كل بداية الموسم تنقلهم إلى التعليم العمومي وأحيانا في منتصف السنة الدراسية، مما يؤثر سلبا على نفسية الطفل . والغريب ما في الأمر أنه لا توجد تسعيرة محددوة لدى هذه المؤسسات بل إلى استخدام حيل لمص دم المواطنين عبر بيع الكتب المستوردة من الخارج مقابل التسجيل كما أضيفت إلى الواجب الشهري واجب ساعات الدعم والإضافية سواء بالمؤسسة أو في المنازل ليزيد ثمن فاتورة على المقهورين ، مستخدمين أسلوب شيق لإرضاء الزبون وإقناعه وتشويه سمعة المدرسة العمومية باعتباره تعليم تسوده مجموعة من المخاطر كالعنف المدرسي واكتظاظ و انعدام الفضاء التربوي . فهذه الخرقات تزيد بتأزم دخول المدرسي وقد يغادر المؤسسات الخصوصية حوالي 10% .بينما تستقبل فئة جديدة التي تجرب حظها في الافتخار والتباهي من جديد . تقدر 2% . كل هذه الخرقات وأكثر موجودة بهذا القطاع والوزارية الوصية لا تحرك ساكن إلا إصدار مذكرات وقرارات في الموضوع دون معاينة الحالات . من جملتها مذكرة في موضوع وضع حد لبيع الكتب واللوازم المدرسية التي تبقى وظيفة حصرية للمكتبات". ومع ذلك كما صرح رئيس جمعية الكتبيين بتطوان مازال هناك مجموعة من المؤسسات الخصوصية تفرض بيع على الآباء ، مما جعل الدخول المدرسي يشكل كابوسا لدى معظم الأسر. ويبقى السؤال المطروح هل ستتدخل الحكومة لتحديد واجبات معقولة للتمدرس بالمؤسسات الخاصة؟ وأيضا لفرض شروط أكثر موضوعية من اجل تحسين جودة التعليم ؟ . نورالدين الجعباق