يختلفان على كل المواضيع تقريبا، الأول ايمانويل ماكرون، وسطي ومؤيد للمشروع الأوروبي، والثانية مارين لوبن، يمينية متطرفة مناهضة لأوروبا واليورو والهجرة، ويتواجهان، مساء الأربعاء (3 ماي)، في مناظرة تلفزيونية حاسمة قبل أربعة أيام من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. يسعى الاثنان لاستمالة المترددين والراغبين بالامتناع عن التصويت، للفوز بانتخابات يوم الأحد (7 ماي). ومن المتوقع أن تكون المناظرة المقررة في الساعة 19.00 بتوقيت غرينيتش “شرسة” أمام ملايين المشاهدين. وبعد عشرة أيام على الحملة الانتخابية التي أعقبت الدورة الأولى، لا يزال ماكرون في الطليعة حسب استطلاعات الرأي، إلا أن الفارق بينهما يتقلص نسبيا نتيجة الحملة الشرسة للوبن. ويبدو أن لوبن قد تكون المستفيدة من ارتفاع نسبة الممتنعين التي قد تتراوح يوم الأحد المقبل بين 22 و28 في المائة، في حين أن 18 في المائة من المتأكدين من مشاركتهم في الانتخابات، لم يقرروا بعد لمصلحة من سيصوتون. وأدى خروج اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون، واليميني فرنسوا فيون من الدورة الأولى، إلى تنامي الشعور بالخيبة لدى شريحة واسعة من الناخبين الذين يرفضون الاختيار. وقال ماكرون، أمس الثلاثاء، استعدادا لهذه المناظرة مع لوبن، “إنها تحمل مشروعا اعتبره خطيرا (…) أريد أن تكون المواجهة مركزة على ما تتضمنه بالفعل أفكارها للتأكيد أن الحلول التي تقدمها سيئة”. ويؤكد المحيطون بماكرون أنه سيسعى بمواجهة الحجج “المبسطة” للجبهة الوطنية، إلى “التركيز على غموض برنامجها، فهي تراجعت عن دعوتها للانسحاب من اليورو “ولم تعد تضع هذه النقطة في سلم أولوياتها”، مع العلم أن غالبية الفرنسيين يرفضون التخلي عن العملة الموحدة اليورو. اما لوبن فهاجمت، أمس، عبر تويتر، منافسها الذي وصفته بأنه “خصم الشعب” ووارث الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند. وقالت ساخرة “في حال شعر ماكرون بالانزعاج خلال المناظرة بإمكانه الطلب من فرنسوا هولاند أن يتقدم لمساعدته!”. وكان نحو 18 مليون شخص حضروا عام 2012 المناظرة بين فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي. إلا أن هذه النسبة قد تنخفض هذه المرة بسبب تزامن المناظرة مع مبادرة حاسمة في كرة القدم بين فريقي موناكو ويوفنتوس في ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا. يمكنكم متابعة المناظرة على قناتنا التلفزية أسفل الموقع