كان مخلص العبوشي، البلجيكي من أصل مغربي والبالغ من العمر 39 عاما، العنصر الرئيسي في لائحة المطلوبين للعدالة المغربية والبلجيكية، في أكثر من قضية وبأكثر من تهمة، منها السرقة باستعمال القوة والسطو المسلح والتجارة الدولية في المخدرات، قبل أن يسقط في يد الأمن بطنجة قبل أيام، ومع توالي التحقيقات ظهرت حقيقة هذا الرجل، وانكشف سجله الإجرامي الحافل. سبق أن اعتقل مخلص العبوشي في بلجيكا في يونيو 2001، بعدما أجبر الشرطة الفرنسية في حاجز حدودي بينها وبين بلجيكا على مطاردته، لتنتهي باعتقاله وفي حوزته عشرين كيلوغراما من المخدرات "الحشيش" مخبأة في صندوق سيارته. ليحترف بعد خروجه من السجن سنة 2010 سرقة السيارات والدراجات النارية الفارهة، ويتورط في اشتباكات نارية مع شرطة بلجيكا في أكثر من مناسبة، غالبا ما تنتهي بخسائر مادية فادحة. ثم عاد مخلص العبوشي لبلده الأم المغرب في العام 2013، هاربا من عدة تهم في جرائم خطيرة كانت تلاحقه ببلجيكا، ليرتكب جرائما أفضع منها في المغرب، أبرزها جريمتي السطو المسلح على ناقلتي أموال في مدينة طنجة، ليتحصل على مبالغ مالية فاقت ال5مليون درهم. ويقترف جريمة قتل بشعة راح ضحيتها عضو سابق في عصابته المكونة من 5 أشخاص، التي تورطت في اشتباكات بالرصاص وجرائم أخرى أبرزها الاتجار الدولي في المخدرات في الفترة الممتدة مابين 2013 و2015. وقد تم ضبط ترسانة من الأسلحة في مقر إقامته أثناء تفتيشها من طرف رجال الشرطة بطنجة، منها رشاش وبندقية و 365 خرطوشة. وقال مخلص العبوشي أثناء التحقيق معه أنه كان قد اشترى هذه الأسلحة من المشتبه به الثاني البلجيكي المغربي الأصل المدعو يونس زنان، والذي اعتقل هو الآخر من طرف المصالح المختصة في وقت قصير جدا بعد اعتقال العبوشي، الذي تبين فيما بعد أنه هو الآخر كان قد اشتراها من مهرب سلاح دولي. وقد أخذت قضية مخلص العبوشي أبعادا دولية خاصة الشق المرتبط بتهريب السلاح والاتجار الدولي في المخدرات، وتورط أشخاص يحملون جنسية مزدوجة بلجيكية- مغربية، وتدخل جهات مشبوهة على الخط، تهدد سلامة وأمن المواطنين المغاربة، حسب ما أكده المكتب المركزي للتحقيقات القضائية المغربي الذي أشرف على التحقيقات واتبع الخيوط التي أوصلته لفك طلاسم جريمة كبرى حيرت الرأي العام المغربي.