أصبحت التكنولوجيا الحديثة من حواسب و هواتف ذكية لغة العصر الحديث، بل إدمانا عند البعض ، و مصدر رزق عند الكثير من الناس ، فتسارعت الشركات العالمية على تطوير و تحديث أسطولها من البرمجيات لكسب مزيد من الزبائن ، و بالتالي الزيادة في المبيعات . و يبقى الحاسوب جزء لا يتجزأ من هذه التكنولوجيا ،و بعبارة أدق، هو شرارة انطلاقة ثورة الإعلاميات ، فهو موجود في معظم البيوت و المكاتب و الإدارات ، و قد تطور هذا الحاسوب في العشر السنوات الأخيرة ، فمن الحاسوب المكتبي إلى الحاسوب المحمول حتى نصل إلى الحاسوب اللوحي المعروف "بالأي باد "، وجل هذه الأجهزة تزداد فعاليتها و قيمتها متى كانت مرتبطة بالشبكة العنكبوتية . كل ما سلفنا في ذكره هو واقع لا مفر منه ، فالحاسوب مثله كمثل التلفاز إذ أصبح لا يخلو أي بيت من هذا الصندوق العجيب كما سماه البعض ، وأطلقت عليه أسماء أخرى و المشهور منها، " التلفة" عوض التلفزة. لكن خطورة التلفاز على المرء ما إن قارناها مع الكومبيوتر لهي أهون بكثير ، فالإذاعات الخاصة بأفلام الخليعة أصبحت مشفرة ،و هي موجودة في أقمار صناعية أجنبية، و أرباب البيوت يوجهون الهوائيات إلى القمر الصناعي المعروف ،كالنايل ساط أو ارب ساط ، و من ثم تكون نسبة مشاهدة لقطات خليعة شبه منعدمة ، لكنهم تجاهلوا أن الخطورة الكبيرة تأتيهم من الشبكة العنكبوتية ، الإبحار في الأنترنيت عند مراهق أو مراهقة سيفضي به في الدخول إلى ما يستحييه مشاهدته كل شخص عاقل ، و من هنا جاء الخلاف بين الأباء ،فمنهم من يشجع على أن يكون بيته مجهز بالحاسوب و مرتبط بالشبكة العنكبوتية لما في ذالك من زيادة في التعليم لأبنائه و الإبحار في العلم ، ومنهم من يتخوف من هذا الجهاز ، فلا يشتريه لأبنائه مخافة انحلالأخلاقهم و الوقوع في الرذيلة، لما يسمعه عن الألاف من المواقع الإباحية المتفننة في الجنس ، فتصبح النعمة نقمة ،و حسن الخلق و الدين ،إلى انحطاطه و الابتعاد عنه. إن عدم مسايرة التطورات العصرية و حرمان الأبناء من التعلم لغة العصر حتى لا يصبح أميا بين مجتمعه ، لهو الخطاء بعينه ، و ترك الجهاز بين أيدي الأبناء خاصة الأطفال و المراهقين دون مراقبتهم ،له الإهمال المفضي إلى مكاسب سلبية، و أمراض نفسية، و إدمان على الأنترنيت لدى الطفل أو المراهق ،لأنهم أكثر عرضة لمثل هذه الحالات. و الحل يتجلى في الإستفادة من التكنولوجيا دون ضياع أخلاق أو الوقت . الرقابة الأبوية ضمان سلامة أطفالهم على الإنترنت هناك العديد من البرامج على الحاسوب أوالقيام بتنزيلها من النت ،تمنع الولوج إلى المواقع الإباحية أو بعض الألعاب الفيديو ….. مع إمكانية الحد من الوقت على الانترنت ، و مراجعة سجل التاريخ ويب ، كل هذا يجب على الأباء أن تكون لهم دراية بعالم النت ، لكن يبقى السؤال، و من لم يكن له علم بتقنيات الجهاز الحاسوب ، فماذا يفعل ؟ الجواب ،هو التوجه إلى شركة الإتصالات و طلب تشغيل "خدمة تصفية ويب" لتقليل عدد المواقع الغير المقبولة ، فمثل هذه الخدمة موجودة عند كثير من الدول مثل إسبانيا ، و تسمى عند شركة تليفونيكا ب " كانغورو نت" وهو عبارة عن تصفية للمواقع الإباحية و يؤدى عن الخدمة شهريا . يمكن للأطفال من استكشاف نطاق واسع من المعلومات على إنترنت، ولكن بدون رؤية المحتوياتالغير المناسبة. يجب على الأباء مراجعة تقارير الأنشطة من خلال إنترنت لمشاهدة المواقع التييقوم الأطفال بزيارتها أو محاولة زيارتها. مراد دلمي