قبل أشهر قليلة على انطلاقة نهائيات كأس أمم افريقيا، التي ستقام في الفترة الممتدة ما بين 15 يونيو و19 يوليوز القادمين، يعيش المنتخب الوطني وضعية غير مستقرة، في ظل تراجع مستوى عدد من اللاعبين الذين يشكلون النواة الأساسية للمدرب الفرنسي هيرفي رونار. وتعد هجرة اللاعبين المغاربة إلى الخليج من بين أبرز العوامل السلبية التي تهدد توازن المجموعة الوطنية، وستجعل الناخب الوطني هيرفي رونار مطالبا بإيجاد حلول لهذه المعضلة، خاصة وأن الدوريات الخليجية تنتهي منافساتها في أوقات مبكرة من الموسم، ما سيبعد هؤلاء اللاعبين المغاربة عن التنافسية قبل بداية العرس الكروي الافريقي بأشهر، إضافة إلى افتقاد بعض اللاعبين لعامل التنافسية وخروج لاعبين آخرين من حسابات مدربي أنديتهم. الهجرة إلى الخليج يعد الدوليان المغربيان كريم الأحمادي ونور الدين أمرابط من أبرز الأسماء التي يعول عليها الناخب الوطني هيرفي رونار في نهائيات كأس أمم افريقيا 2019، في ظل المستويات الكبيرة التي يقدمها اللاعبان رفقة المنتخب الوطني ، لكن انتقالهم إلى الدوري السعودي خلال مرحلة الانتقالات الصيفية الماضية كان له وقع سلبي على مستواهم التقني، في ظل انخفاض إيقاع الدوري السعودي مقارنة مع الدوريات الأوروبية التي لعب فيها اللاعبان خلال المواسم الكروية الماضية. وسينتهي الدوري السعودي في الأسبوع الأول من شهر ماي القادم، وهو ما سيحرم اللاعبين من عاملي التنافسية والجاهزية البدنية، خاصة وأنهما سيخلدان للراحة لأزيد من شهر قبل بدأ التدريبات تحضيرا للمشاركة في نهائيات كأس أمم افريقيا القادمة، التي سيرفع فيها أسود الأطلس راية التحدي من أجل تحقيق هذا اللقب للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم المغربية، حسب بنود العقد الذي يربط الفرنسي هيرفي رونار بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وإلى جانب الأحمادي وأمرابط، تراجع مستوى المهاجم عزيز بوهدوز، المحترف في صفوف نادي الباطن السعودي، كما أن المدافع الدولي مانويل دا كوستا، لاعب اسطنبول باشاك شهير التركي انتقل إلى صفوف نادي إتحاد جدة السعودي. ركائز بدون تنافسية يعد المهدي بنعطية ومبارك بوصوفة ونبيل درار من أبرز الدعامات الأساسية في التركيبة البشرية للمنتخب الوطني ، وقد لعب الثلاثي المذكور دورا كبيرا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا، لكن وضعية اللاعبين الثلاثة تقلق الناخب الوطني هيرفي رونار رغم أن بوصوفة التحق أمس بنادي الشباب السعودي. بنعطية فقد مكانته الأساسية رفقة نادي يوفنتوس الإيطالي، وبات يفكر في الرحيل وتغيير الأجواء، من أجل الانضمام لفريق يضمن له المشاركة في أكبر عدد من المباريات، ونفس الأمر بالنسبة للظهير الأيمن نبيل درار الذي وجد نفسه خارج حسابات مدرب نادي فنربخشة التركي ولم يعد يعتمد عليه في المباريات ولا يوجه له حتى الدعوة للحضور في مقاعد البدلاء.