اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالوضع السياسي في البلاد، حيث كشفت صحيفة "لوسوار دالجيري" أن النقاش حول إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية وجد له مكانا، بشكل بطيء ولكن مؤكد، على الساحة الوطنية. وأوضحت الصحيفة أن مؤيدي التأجيل يعبرون عنه بشكل واضح بالارتكاز، في غالب الأحيان، على التبرير نفسه، مبرزة أنه إلى غاية الآن لم تثر هذه التبريرات أي رد فعل من طرف الدوائر التي توصف بالقريبة من السلطة، والتي اعتادت على "تفكيك" أو تصحيح المساعي التي توصف بغير الملائمة. وأوضحت أنه خلافا لذلك، انتهى المطاف بهذه الدوائر نفسها إلى ادخال ظلال من الغموض من خلال تغيير خطابها الأولي، المتعلق بترشيح عبد العزيز بوتفليقة، وتحويل هذا الخطاب إلى ميدان آخر مختلف، والمتمثل في خطاب "الاستمرارية". وذكرت بأن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، كان قد طلب، في منتصف الصيف الماضي، من الصحفيين التمييز جيدا بين "الترشح" للرئاسيات و"مواصلة عمله على رأس الدولة". ولاحظت أن "التباين" يتحول بذلك إلى أمر ثابت، وعنصر رئيسي لجميع الخطابات السياسية التي تتمحور حول استحقاق عام 2019. من جهتها، كتبت صحيفة "ليبيرتي" أن التمرد في صفوف حزب "الإصلاح" الإسلامي الناجم عن خيار مساندة ولاية خامسة للرئيس بوتفليقة الذي اتخذه مكتبه الوطني، مطلع شهر نونبر الماضي، ما فتئ يتسع نطاقه. وعلقت الصحيفة بأن هذا الخيار قوبل برفض جزء من مناضلي حركة الإصلاح، التي كانت قد عبرت عن موقفها بشكل انفرادي حول هذه القضية. وذكرت الصحيفة بأنه وفور الإعلان عن موقف الحزب، قدم أحد المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة والإطار بمكتب ولاية الإصلاح، أحمد بن عامر، استقالته من الحركة، ونأى بنفسه عن موقف حزبه وكذا عن الخيارات المستقبلية لهيئاته، في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية لسنة 2019. من جانبها، عادت صحيفة "الوطن" لتتناول تصريحات لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، والتي عبرت عن رفضها ل"السيناريو الأسوأ"، مؤكدة أن "إجراء الانتخابات الرئاسية هو بمثابة قفزة في المجهول". ونقلت الصحيفة عن حنون قولها إنه انطلاقا من معرفتها بالرئيس، لم تجد لا أسلوبه ولا منهجه في الرسالة الأخيرة التي تليت باسمه خلال اللقاء الأخير بين الحكومة والولاة. وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين كافة السيناريوهات والطموحات المعبر عنها، يثير هذا التوجه المزيد من الغموض والتكهنات.