سلّطت صحيفة " نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، الضوء على السعوديَّين تركي آل الشيخ وسعود القحطاني، ودورهما في تنفيذ سياسة ولي العهد محمد بن سلمان داخلياً وخارجياً. وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، إن القحطاني وآل الشيخ هما من ينفذان سياسة بن سلمان، ويمثلان الموقف السعودي الجديد (في إشارة إلى التغييرات التي تشهدها الرياض) داخل المملكة وخارجها. وأضافت أن الرجلين كان لهما أدوار محورية في عدد من الخطوات الجريئة التي اتخذها بن سلمان للهيمنة على السعودية، منها الإطاحة بعمه محمد بن نايف، وأيضاً جملة الاعتقالات في "الريترز كارلتون"، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين السعودية وكندا. وأكدت الصحيفة أن بن سلمان اعتمد على هاتين الشخصيتين، وأسند إليهما مهامَّ كبيرة، وقربهما منه كثيراً ليكونا أداة لتنفيذ سياسته التي ظهرت منذ توليه ولاية العهد في يوليو 2017. وترى كريستين سميث ديوان، الباحثة في معهد دول الخليج العربي بواشنطن، إن القحطاني وآل الشيخ كانا من أقرب الناس إلى ولي العهد، وأنهما من منفذي سياساته سواء في الداخل أو الخارج، وضد معارضيه الذين كانوا يعارضون توجهه القومي المتطرف للسياسة الخارجية السعودية". وأشارت إلى أن "القحطاني هو من نظّم حملة الترويج لبن سلمان خلال زيارته إلى لندن، ودفع الملايين لوضع صورته على الحافلات"، كما أنه قاد حملات على وسائل التواصل للدفاع عنه، وصار يعرف ب"وزير الذباب الإلكتروني". ويبدو أن القرصنة كانت من بين الأدوار التي أجادها القحطاني، ففي العام 2009 بدأ التعرف على آليات القرصنة من خلال المنتديات الخاصة بهم، وفي العام 2012 طلب خدمات شركة إيطالية متخصصة بالقرصنة. ونقلت الصحيفة عن السفير الكندي السابق لدى الرياض، دينيس هوراك، وصفه للقحطاني بأنه "كان شرساً، وسمعته كانت سيئة"، وذلك في تصريحات عقب الأزمة بين السعودية وكندا، عقب انتقاد الأخيرة الاعتقالات في المملكة. مثل الأمير محمد الذي لم يكن معروفاً بشكل كبير قبل صعود والده لعرش السعودية عام 2015، كان القحطاني وآل الشيخ من غير المعروفين، ويرى محللين إنهم فشلوا بعد أن أسند لهما بن سلمان أدوراً كبيرة، في فهم ديناميات السياسة والثقافة الغربية، بحسب الصحيفة. وإبان حصار قطر، أدى الرجلان أدواراً مختلفة، فأطلقا الشائعات والشتائم ضد جارتهم الدوحة بحجة دعمها الإسلام السياسي، وعندما دعمت تركياقطر ووقفت ضد حصارها، أمر القحطاني قناة "إم بي سي" السعودية بالتوقف عن بث المسلسلات التركية، ما كلف المجموعة الإعلامية خسائر بملايين الدولارات. وبشأن القحطاني، تقول الصحيفة إنه هو من أقنع محمد بن سلمان ببث إعلانات تندد بدولة قطر في الولاياتالمتحدة بقيمة 100 ألف دولار، وذلك عقب الأزمة الخليجية التي بدأت في 5 يونيو 2017. أما عن تركي آل الشيخ فقد قالت "نيويورك تايمز": إنه اختفى منذ عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض بإسطنبول يوم 2 أكتوبر الماضي، حيث كان يتعالج في نيويورك. وأشارت إلى أن "آل الشيخ كان الحارس الشخصي لمحمد بن سلمان، والذي أُعجب بولائه الشديد وحسه الفكاهي وقربه منه، ومنحه ميزانية مفتوحة ليصرفها على الشؤون الرياضية"، كما ذكرت الصحيفة. وفيما يتعلق بدور الرجلين في حملة الاعتقالت في "الريترز كارلتون"، قالت إنهما أدّيا دور المحققين مع الشخصيات (أمراء ومسؤولين ووزراء حاليين وسابقين) التي جرى اعتقالها في الربع الأخير من 2017. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن آل الشيخ اشترى سيارة نادرة من طراز "بوغاتي" بمبلغ 4 ملايين و800 ألف دولار من رجل أعمال إماراتي، عقب أيام من انطلاق حملة الاعتقالات التي شارك فيها إلى جانب القحطاني. والشهر الماضي، أقيل القحطاني من منصبه كمستشار لبن سلمان، عقب اعتراف السعودية رسمياً بقتل خاشقجي بعد 18 يوماً من وقوع الجريمة، لكنه لا يزال طليقاً في وقت قالت فيه إنها تعتقل 18 شخصاً ضمن عملية التحقيق بالجريمة، وتنقل نيويورك تايمز عن مسؤول سعودي، أن سبب الإبعاد "يعود إلى الخطاب اللاذع الذي شنه على منتقدي السعودية عقب مقتل خاشقجي، ولكن من غير الواضح فيما إذا كان قد تخلى عن كافة مهماته". ويعرف القحطاني بأنه يد ولي العهد وصوته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو مؤسس ما يُعرف ب"الذباب الإلكتروني" الذي يتولى حملات الهجوم ضد معارضي السعودية داخلياً وخارجياً، وهو صاحب فكرة "القائمة السوداء" لكل معارض، وفق الصحيفة. أمّا آل الشيخ فقد برز منذ وصول بن سلمان إلى ولاية العهد، وكان قبلها مجرد مؤلف للأغاني، ثم تصدّر المشهد السعودي برفقة القحطاني، ليُعيَّن في 6 سبتمبر 2017 رئيساً للهيئة العامة للرياضة. وبناءً على ذلك، جمع آل الشيخ مناصب رياضية أخرى في عُرف تمّ التسليم به منذ عقود، على غرار رئاسة اللجنة الأولمبية السعودية، إلى جانب رئاسته للاتحاد العربي لكرة القدم والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي. ورفض كل من القحطاني وآل الشيخ طلبات التعليق التي تقدمت بها نيويورك تايمز.