إعتبر تقرير أصدرهُ المركز الأمريكي "International Policy Digest" في تحليله لأبعاد العلاقات بين واشنطن والرباط، أنَّ "الاستراتيجيات الكبرى للولايات المتحدة قد فشلتْ في الشرق الأوسط وإفريقيا إلى حد كبير على مدى العقدين الماضيين؛ ما جعلَ رهان الأمريكيين في المنطقة يشوبهُ ضبابٌ، لكن الطريق مازالت سالكة نحو الانفتاح على شريك موثوق به مثل المغرب، الذي أصبح يمثل مفتاح النجاح الأمريكي في إفريقيا". ووفقاً لهذا لتقرير، الذي وقّعهُ الكاتب الأمريكي كريستوفر شايز، الذي سبق له أن اشتغل بالكونغرس، فإن المغرب يمثّل "أحد رواد العالم المبتكر في الطاقات المتجددة، فهو بلد آمن وليس مختبئاً تحت مظلة الأمن الأمريكي ويبتلع أموالًا أمريكية، ولكنه بدلاً من ذلك يشترك بقدراته وخبراته لإضفاء الطابع المهني على جيرانه الأفارقة". وجاء في ذات التقرير أن "المغرب يستضيف أيضاً التدريبات العسكرية السنوية المشتركة بينه وبين الولاياتالمتحدة، التي تبني القدرات العسكرية للرباط ولعدة دول في غرب إفريقيا"، كما أن "المغرب لم يوفر الأمن داخل حدوده فحسب، بل ساهم أيضا في الحرب الدولية ضد الإرهاب". وعمل المغرب بشكل خاص مع الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية على تحديد الإرهابيين الأجانب وأعضاء "داعش" الذين استخدموا الطرق البحرية المتوسطية بين شمال أفريقيا وجنوب أوروبا لتهريب الأسلحة والمقاتلين الأجانب وتمويل الإرهاب. وأشاد المبعوث الخاص للرئيس ترامب، بريت مكجورك، بالمغرب لقيامه بدور "حاسم" في محاربة الإرهاب. وعلى المستوى الاقتصادي، جاء في التقرير أن المغرب يعتمد تقليديا على الزراعة والتصنيع والتعدين، وقد شهد اقتصاده تحديثا كبيرا خلال العقد الماضي؛ فمنذ عام 2000، زاد الناتج المحلي الإجمالي لكل شخص بنسبة 70٪، في حين يقدر معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الفترة نفسها بنسبة 4.1٪، مضيفاً أن "المغرب بنى أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم". وتبعاً لذلك، فإن المغرب، حسب ذات التقرير، ليس مثالياً، حيث ما تزال معدلات الفقر مرتفعة بشكل غير مقبول، خاصة في المناطق الريفية، وظلت معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة منخفضة للغاية، رغم مجهودات الحكومة والمجتمع المدني في هذا المجال. وعلى المستوى المالي، تتطلع البنوك المغربية، يقول التقرير، مثل البنك الشعبي (BCP) والبنك المغربي للتجارة الخارجي (BMCE) ، إلى تزويد إفريقيا برأس المال الذي تحتاج إليه لتحقيق التطور المنشود الذي يمكن أن يغير مستقبل القارة. ومن خلال "تطبيق الاستراتيجيات المصرفية المحلية والمرئية، يرى المغرب نفسه كمحاور بين البلدان الأفريقية الأخرى والمستثمرين الدوليين، حيث يوفر للمستثمرين الخارجيين الدراية الإفريقية ويعمل كبوابة لبلدان القارة السمراء"، يضيف التقرير. يشار أن المغرب كان أول بلد يعترف باستقلال الولاياتالمتحدة في عام 1777، وهو صاحب أقدم معاهدة غير مسبوقة في تاريخ الولاياتالمتحدة، وما يزال شريكًا أمنيًا حاسمًا، وزعيم التسامح الديني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) "مينا".