ثم العثور مؤخرا على بقايا حطام بحري لسفينة أثرية بشاطئ مدينة الصويرة، تعود للفترة الممدة ما بين القرنين 18 و19. وأشار بلاغ لوزارة الثقافة والاتصال-قطاع الثقافة، توصلت تلكسبريس بنسخة منه اليوم، أن أطر المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش أسفي قاموا، بتاريخ 6 أكتوبر 2018، بإجراء معاينة ميدانية أولية بحضور ممثلين عن عمالة إقليمالصويرة، الدرك الملكي والوقاية المدنية. وأسفرت نتائج عملية الغوص، التي أشرف عليها عز الدين كرا المتخصص في التنقيب عن الآثار في أعماق البحار والمدير الجهوي للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- بمعية ممثلين عن الوقاية المدنية عن تحديد إحداثيات الموقع، ومعاينة أنقاض السفينة المغمورة بالمياه على عمق يقدر بحوالي متر ونصف خلال فترة المد البحري، كما تم الوقوف من خلال المعاينة الميدانية في فترة الجزر على مجموعة من العوارض والقواطع الخشبية التي كانت تشكل القاعدة السفلية للسفينة على امتداد مساحة تقدر ب 26.5 مترا . ولوحظ أن على بعض العوارض الخشبية بقايا آثار الاحتراق، كما عثر ضمن الحطام على مدفع حديدي متأكسد، واتضح على ضوء النتائج الأولية أن الأمر يتعلق بحطام شاطئي لسفينة أثرية تعود للفترة الممدة ما بين القرنين 18 و19 في انتظار إجراء الأبحاث المخبرية الضرورية المُكملة لتحديد حقبتها الزمنية بدقة، وقد تعود أسباب الكشف عن هذه السفينة الأثرية إلى التغيير الحديث الذي طرأ على مرفولوجية الشاطئ ارتباطا بتوسيع مرسى الصويرة، مما أدى إلى تغير مجرى التيارات المائية والترسبات الرملية، مما ساعد في الكشف عن حطام السفينة لتظهر من جديد، ولا نستبعد ظهور آثار سفن أخرى غارقة بالشاطئ نظرا للنشاط الكبير الذي عرفه ميناء الصويرة خلال تاريخه الطويل. وتم الاتفاق تحت إشراف عامل إقليمالصويرة على اتخاذ الإجراءات الضرورية لتشديد المراقبة على الموقع وضمان حماية بقايا السفينة بصفة مستمرة على امتداد فترتي المد والجزر. وتعكف وزارة الثقافة والاتصال على إعداد حفريات للإنقاذ بالموقع للتعرف على السياق العام لتواجد حطام السفينة الأثرية بشاطئ الصويرة وكل المعطيات المتعلقة بها، كما سيتم إجراء تحريات أثرية بمحيط جزيرة موكادور للتأكد من فرضية العثور على بقايا حطام تاريخي مماثل وذلك في غضون الشهرين المقبلين. وختم البلاغ بالقول إن وزارة الثقافة والاتصال تحرص على اتخاذ كل التدابير العملية والعلمية التي من شأنها أن تساهم في صيانة المواقع الأثرية والتعريف بخصوصياتها التاريخية وامتداداتها التاريخية والحضارية.