أكدت جمعية السلام لحماية البيئة والتنمية المستدامة بالداخلة، اليوم الاثنين بالرباط، أن اكتشاف حطام سفينة ألمانية تحمل اسم " القيصر فيلهيلم" في شتنبر الماضي قرب الداخلة من شأنه أن يحول المنطقة إلى وجهة سياحية أثرية عالمية. وأوضح رئيس الجمعية محمد المامي بزيد، في ندوة صحافية، أن العمل على صعيد التسويق السياحي الأثري سيعود بالنفع على المنطقة ككل، مضيفا أن الجمعية تعتزم الاتصال بعائلات الأشخاص الذين سبق وأن أقلتهم هذه السفينة على متنها، بغية الترويج أكثر لهذا الحدث. وذكر بزيد بأن السفينة، التي كانت تقل على متنها ذخائر وأسلحة بعدما تحولت الى سفينة عسكرية مع بدء الحرب العالمية الأولى، كانت مصممة للخدمة المدنية وتعرضت للغرق في 26 غشت 1914 بعد معركة مع إحدى السفن البريطانية وذلك على بعد ما بين 3,5 إلى 5 كلمترات من الشواطئ القريبة من الداخلة. وأضاف أن السفينة ، قبل هذا التحول، كانت تؤمن نقل المسافرين والمهاجرين من أوروبا الى الولاياتالمتحدة على غرار سفينة "تيتانيك" الشهيرة، مشيرا إلى ان المصادر التاريخية تذكر أن سيطرة بريطانيا في بداية القرن الماضي على قناة السويس جعل الأطلسي المتنفس الوحيد للبحرية الألمانية. وأكدت الجمعية خلال هذه الندوة أنها تعتزم تصوير فيلم وثائقي حول هذا الاكتشاف بعد استكمال الشروط التقنية والقانونية، وتأسيس "مرصد لحماية البيئة والمآثر التاريخية" بجهة وادي الذهب الكويرة. وذكرت الجمعية بأن الاكتشاف تم في دائرة مائية قطرها 400 متر، وعرضت هذه العملية طاقمها للخطر بالنظر الى وجود حطام السفينة في منطقة خطرة. وكانت وزارة الثقافة قد أعلنت ، في بلاغ ، أنه تم اكتشاف حطام السفينة من طرف بعثة علمية وطنية تم إيفادها الى عين المكان في الفترة من 23 الى 29 شتنبر الماضي، على إثر تلقي إخبار من قبل أعضاء جمعية السلام لحماية البيئة والتنمية المستدامة. وأضافت أنه بعد عمليات للغوص دامت ثلاثة أيام (27 و 28 و 29 شتنبر)، تم التحقق بشكل مؤكد من أن الحطام الذي عثر عليه يرجع فعلا للسفينة المذكورة ، وذلك من خلال العثور على بقايا اسم السفينة مكتوبا على قسم من الحطام. كما ان السفينة لاتزال تحتفظ ببعض معالمها كبعض النوافذ الدائرية ، بالإضافة الى ممرات وغرف جلها ردم تحت الرمال بقعر البحر.