خصصت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، حيزا كبيرا من اهتماماتها لنكسات النظام والضبابية التي تخيم على الولاية الرئاسية الخامسة، مع تفاقم الصراعات بين أنصار النظام وخصومه. وكتبت صحيفة (الوطن)، في هذا الصدد، أن النظام لا يتوقف عن تغيير نهجه، فبعد أن برهن أنه قادر على حل المصالح السرية ثم إعادة تشكيلها، وقام مؤخرا، بإقالة رئيسي الشرطة والدرك، ها هو يكتفي، اليوم، بالإبقاء على شخصيات سياسية فارغة تمارس نشاطها. وأضافت أن خطاب رئيس جبهة التحرير الوطني، يقوم، منذ عدة أشهر، بتشتيت الرأي العام أكثر من محن الأزمة المالية، مبرزة أن ولد عباس أخبر الصحفيين، مؤخرا، بأنه تمكن من العثور، بعد أسبوع من التفكير، على صيغة مخاطبة رئيس الجمهورية في أفق الانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلا إنه "لا ينبغي الحديث عن الترشح، وإنما عن مواصلة المهمة". ولاحظت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن الأمر لا يتعلق هنا بعناصر جديدة في الخطاب، بقدر ما هي علامات على المرحلة النهائية لجيل لم ينجح في بناء وعي سياسي بالبلاد، بعد مرور أزيد من 50 سنة على نيلها استقلالها. من جهتها، كتبت صحيفة (الفجر) أن التشكيلات السياسية الأخرى منقسمة بين الجمود والتراجع الاستراتيجي، والتوترات التنظيمية التي لا يمكن تذليلها أحيانا، مسجلة أن الأصوات الأكثر مصداقية تكتفي بتحليل الأزمة والمسار الحتمي للنظام، متنازلة عن المهمة التاريخية الممثلة في تعبئة وهيكلة القوى الاجتماعية. من جانبها، ذكرت صحيفة (لوكوتيديان دو وهران) أنه ضمن ترسانة الإلهاء هذه التي تمت صياغتها للسماح بالخلافة، لم تعد هناك حاجة للتلويح بشبح عودة الإرهاب. بدورها، سجلت صحيفة (ليبيرتي) أن الفاعلين السياسيين والملاحظين بدؤوا يعيدون النظر في فرضية الاستمرارية، التي تمت صياغتها كمسلمة منذ أن نهضت الدائرة الأولى لقوى المساندة لدعوة، حزب بعد حزب، بوتفليقة إلى مواصلة عمله. وفي مقال بعنوان "تناوب، انتقال، خلافة أو استمرارية: المأزق " أشارت الصحيفة إلى أن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني شرع في توجيه رسائل دون وعي توحي بأن بوتفليقة لم يتخذ بعد قرارا بشأن تمديد فترة حكمه، وقد يتخذ "قرارا آخر"، والذي "ستطبقه" الجبهة، لأنها لا تريد "قفزة باتجاه المجهول بعد سنة 2019".