قال الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون. ناصر بوريطة إن مكافحة الشبكات العابرة للحدود المتاجرة في المواد غير المشروعة بمنطقة جنوب المحيط الأطلسي تتطلب تعاونا إقليميا منتظما ومهيكلا لرفع التحديات الأمنية العابرة للحدود. وحذر السيد بوريطة الذي ترأس . اليوم الأربعاء في الرباط. افتتاح ورشة عمل دولية حول" التحديات الأمنية العابرة للحدود الوطنية في جنوب المحيط الأطلسي " تندرج في إطار أنشطة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب . " من استخدام الجوار من قبل شبكات الاتجار . نشيطة ومرنة. كمجال خصب للتحرك والعمل على حساب الدول المجاورة. التي لا تلجأ إلى تنظيم تعاونها الإقليمي على أسس سليمة وذات مصداقية .بسبب الأوضاع السياسية الخاصة. سواء من خلال غياب الإرادة أو لأسباب بيروقراطية ".
وقال إن منطقة جنوب المحيط الأطلسي كانت في السنوات الأخيرة عرضة لتهديدات إجرامية متعددة من قبل شبكات عابرة للحدود تنشط في مجال الاتجار في المخدرات والأسلحة والبشر والتي تستغل هذا الفضاء الواسع الذي يصعب مراقبته من أجل تقوية حضورها.
ويرى السيد بوريطة أنه من غير الواقعي تماما الاعتقاد بأن كل دولة بهذه المنطقة قادرة لوحدها على مواجهة الشبكات الإجرامية عبر الوطنية.
وبعد أن أبرز أن مجال التعاون القضائي في أشكاله الحالية يعاني من التشرذم. الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على مكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود . اقترح المسؤول المغربي وضع سياسة لتحديد أصول الجريمة والتدفقات المالية غير المشروعة ومجموعة عمل مخصصة للقضايا الأمنية في المحيط الأطلسي. وذلك في إطار التعاون بين المغرب والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب .والأمانة العامة لمؤتمر الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي.
وأكد السيد بوريطة أن نمو الرحلات الجوية السرية عبر الأطلسي . وذلك بسبب تعزيز المراقبة البرية والبحرية. والتي يتم خلالها نقل المخدرات من أمريكا الجنوبية إلى إفريقيا بهدف توجيهها للقارة الأوروبية يتعين ايلاؤه اهتماما خاصا. وهو الأمر الذي يفرض تعزيز التعاون الإقليمي وقدرات العمل لدى الهيئات المسؤولة عن مراقبة الحركة الجوية في هذا الجزء من العالم.
وخلص إلى القول بإن انتشار الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتفاقم الإرهاب في جميع أنحاء العالم هما مسألتان مطروحتان على ثلاثين عضوا مؤسسا للمنتدى. بما في ذلك المغرب. الذين يلتزمون بوضع أرضية للحوار والتعاون على المدى الطويل للحد من تعرض الدول للتهديدات التي يشكلها الإرهاب .
بدوره . دعا الدبلوماسي الأمريكي ديفيد ج. غرين. مستشار الشؤون السياسية في سفارة الولاياتالمتحدة. إلى تعاون وثيق بين دول المنطقة لمكافحة الشبكات الإرهابية وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة.
وقال إن هذا التعاون يعد مسؤولية مشتركة من لدن جميع الدول التي يتعين عليها تعبئة وتنسيق جهودها لمكافحة هذه الآفة.
وبعد أن أشاد بجهود المغرب في مكافحة هذه الشبكات والتعاون مع الدول الإفريقية المطلة على جنوب المحيط الأطلسي. عبر عن اقتناعه بأن أشغال هذا الاجتماع ستتوج بتوصيات ذات الصلة لتعزيز التعاون الدولي وبناء قدرات الدول في المنطقة لمواجهة التحديات الأمنية المتعددة والمتزايدة.
وسينكب أعضاء حوالي 40 وفدا يمثلون دول المنطقة والمنظمات الدولية العاملة في مجال مكافحة الإرهاب على مدى يومين. على دراسة القضايا المتعلقة بالتحديات الأمنية العابرة للحدود الوطنية في منطقة جنوب المحيط الأطلسي. التي تضم 46 في المائة من سكان إفريقيا.
ويذكر أن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي تم إطلاقه سنة 2011 يعد آلية عمل دولية وأرضية لتسهيل الشراكات بين الهيئات الوطنية لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وأداة المساعدة التقنية وبناء القدرات .