قال أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن أمريكا اللاتينية والمغرب يوحدهما مصير مشترك يتجاوز الحدود الجغرافية. وأوضح الحجمري، خلال افتتاح الدورة 45 لأكاديمية المملكة المغربية، التي تنعقد من 24 إلى 26 أبريل، حول موضوع "أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير"، "مصيرنا مشترك بالنظر للتحديات المطروحة والروابط الحضارية والسياسية والسوسيو اقتصادية التي يتقاسمها المغرب مع بلدان أمريكا اللاتينية". أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري وأكد أن الانفتاح على أمريكا اللاتينية سيمكن من تعزيز علاقات المغرب وإفريقيا مع هذه القارة، ويسهم في تقريب وجهات النظر وإعداد سياسات الاندماج القاري. مستشار صاحب الجلالة اندري ازولاي وأبرز أن أمريكا اللاتينية فرضت نفسها منذ بضعة عقود من خلال الإنجازات التي حققتها في مختلف المجالات، وأصبحت تتوفر على سبل احتلال مكانة جديدة في عالم اليوم، مشيرا إلى أن تجربة أمريكا اللاتينية مهمة جدا ويمكن الاستفادة منها، باعتبارها مرت من قارة تمزقها الحروب والنزاعات الداخلية والدكتاتوريات إلى نموذج مستقر سياسيا واقتصاديا. واعتبر أنه في سياق عالمي متحول ومطبوع بإعادة ترتيب موزاين القوى، يمثل التعاون جنوب-جنوب هدفا استراتيجيا بالنسبة للمغرب وأمريكا اللاتينية، من أجل التقدم والتنمية المستدامة للقارتين، ووسيلة فعالة لإحداث تجمعات دولية. وسجل أن هذه الدورة المخصصة لأمريكا اللاتينية تعكس إرادة أكاديمية المملكة ترسيخ سياسة الانفتاح على آفاق جديدة والحوار المعمق مع العالم، مضيفا أن التنوع الثقافي يعد مصدرا للإثراء ورافعة للأداء. وترتكز الخطوط العريضة لهذا اللقاء حول المحور الجيوسياسي، مع التركيز على الإقلاع الاقتصادي لبعض بلدان أمريكا اللاتينية التي تعد اليوم جزءا من مجموعة ال20، وكذا حول الوعي الثقافي على اعتبار أن أزيد من 10 جوائز نوبل للأدب قد تم منحها لمثقفين من أمريكا اللاتينية. وسيتم خلال هذه الدورة مناقشة مواضيع تهم على وجه الخصوص "أمريكا اللاتينية كفضاء جيو استراتيجي جديد" و"التزام إفريقيا-أمريكا اللاتينية وبناء واقع جديد" و"النماذج التنموية بأمريكا اللاتينية" و"أمريكا اللاتينية: تجارب سياسية ومؤسساتية" و"الثقافة والعلوم والتكنولوجيا: التحديات الجديدةبأمريكا اللاتينية"، و"الثورة التربوية : رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أمريكا اللاتينية" و"المغرب، العالم العربي وأمريكا اللاتينية"، و"أندلسيتنا المشتركة بأمريكا اللاتينية: أهمية الروابط، أهمية المكان ". وتأتي هذه الدورة في أعقاب سلسلة من المحاضرات والمؤتمرات الموضوعاتية الخاصة بأمريكا اللاتينية التي أطرتها شخصيات فكرية وسياسية مرموقة، من بينها فرناندو كولور دي ميلو رئيس جمهورية البرازيل سابقا، ومارسيلينو أوريخا أغيري وزير خارجية إسبانيا سابقا، وأنطونيو كاراسكو سفير بوليفيا لدى اليونيسكو، إلى جانب أحمد حرزني السفير المتجول لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.