ستعرف الدورة 45 لأكاديمية المملكة المغربية، المزمع انعقادها أيام 24 و25 و26 أبريل الجاري حول موضوع : « أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير «، مشاركة كبار المثقفين المغاربة والأجانب. وسيحضر من بين ضيوف الدورة المرموقين لويس سولاريس، الوزير الأول السابق للبيرو، وكريستوفام ريكاردو بواركي، السيناتور البرازيلي، ولويس غونزاليس بوسادا، الوزير السابق وسفير البيرو لدى منظمة الدول الامريكية، وإدغارد ريفيروس ماران، نائب وزير العلاقات الخارجية بالشيلي، وميلتون كوهن هنريكي ساسو، سفير جمهورية بنما في إسبانيا. وتهدف هذه الدورة إلى تعزيز التبادل والحوار والخبرات المتنوعة، في أفق مقاربة متعددة التخصصات. وحسب بلاغ لأكاديمية المملكة المغربية توصلت جريدة الاتحاد الاشتراكي بنسخة منه، ستتضمن هذه الدورة خمس جلسات متمحورة حول جانبين أساسين : مؤسساتي-قانوني وفلسفي، مع إلقاء نظرة موسعة بشكل خاص، على الديناميات الجديدة للعلاقات التي تربط المملكة المغربية وبلدان أمريكا اللاتينية. وسينطلق هذا التفكير من ملاحظة مفادها أن بداية هذه الألفية الثالثة شهدت تغييرا في موازين القوى، ومراكز صنع القرار، في العديد من القطاعات الاستراتيجية في العالم، وسمحت بظهور قوى جديدة من ضمنها أمريكا اللاتينية. وهذا يعد، بدون شك، ثمرة وعي بدأه المفكرون الذين طوروا نظريات أصلية حول العصرنة والمعاصرة، من جهة، ومن قبل الكتاب والفنانين الذين تميزوا من خلال أصالة كتاباتهم وإبداعاتهم في جميع مجالات الفن والفكر، من جهة أخرى. وقد استطاعوا جميعهم أن يطوروا معًا مفهومًا جديدًا للهوية يأخذ بعين الاعتبار تنوع أمريكا اللاتينية. واضاف نفس المصدر أن بعض البلدان في هذه المنطقة حاولت القطع مع السياسات التي أدت إلى تقهقرها، معتمدة على ابتكار استراتيجيات جديدة. وقد مكنها ذلك من تحقيق أداء مهم من خلال تهيئة الظروف المواتية للتنمية الاقتصادية التي سهلت توسيع قاعدة الطبقة الوسطى، ونجاح التحولات الديمقراطية، وخفض معدل الفقر وانعكاس تدفق المهاجرين. وبفضل ذلك، نجحت العديد من هذه البلدان في إعطاء نفس جديد لأنشطتها الاجتماعية والاقتصادية، ولنظمها السياسية وحياتها الثقافية. وعلى سبيل المثال، يمكن الاستشهاد هنا بثلاثة بلدان : البرازيل والمكسيك والأرجنتين، التي أضحت اليوم أعضاء بمجموعة العشرين (أغنى 20 دولة في العالم)، في حين لا تزال بلدان أخرى ترزح تحت وطأة الفقر والهشاشة. وأبرز نفس البلاغ، أنه لا يزال من الصعب تقييم الوضع الحقيقي لبلدان أمريكا اللاتينية واختلافاتها بسبب تعقد الأحداث وتنوع تجاربها، حيث تواجه معظم هذه البلدان تحديا مشتركا ثلاثيا، ويتعلق الأمر بتجاوز الإرث الأوروبي الاستعماري و تجنب الاصطفاف وفق استراتيجيات الولاياتالمتحدةالأمريكية واعتماد نموذج بديل، مستقل بذاته، لدول المنطقة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. يشار إلى أن هذه الدورة، تأتي في أعقاب سلسلة من المؤتمرات الموضوعاتية والأحداث الثقافية التي أطرها سياسيون وعلماء ومفكرون مرموقون، من بينهم الرئيس البرازيلي السابق فرناندو كولور دي ميلو، ومارسيلينو أوريخا أغيري، الرئيس الفخري للأكاديمية الملكية للعلوم الأخلاقية والسياسية في إسبانيا، وكارلوس أنتونيو كاراسكو، سفير بوليفيا لدى اليونسكو، وأحمد حرزني، السفير المتجول لجلالة الملك.