القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية بمنع التظاهر غير القانوني بمدينة جرادة نابع من كون الكثير من مظاهر الاحتجاج لم يعد لها معنى، خصوصا بعد أن تقدمت الدولة ومؤسساتها بالعديد من المقترحات لحل المشاكل، حيث أكدت الوزارة أنه، انطلاقا من صلاحياتها القانونية، على أحقيتها في إعمال القانون بمدينة جرادة من خلال منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام والتعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكات غير المسؤولة، حفاظا على استتباب الأمن وضمانا للسير العادي للحياة العامة وحماية لمصالح المواطنات والمواطنين. فالتعليل الذي تقدمت به قوي ومقنع لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد. فرغم كل المجهودات التي بذلتها الدولة لمعالجة الإشكالات المطروحة على مستوى إقليمجرادة، تأبى بعض الفئات إلا أن تضع هذه المجهودات على الهامش من خلال سعيها بكل الوسائل إلى استغلال المطالب المشروعة المعبر عنها، وتحريض الساكنة بشكل متواصل على الاحتجاج بدون احترام المقتضيات القانونية، مما يربك الحياة العادية بالمنطقة. وتبرز التيارات العدمية خصوصا المنتمون لجماعة العدل والإحسان، الذين يركبون على هذه القضايا من أجل إحداث الفوضى، ويحاولون إجهاض كل المشاريع المقدمة بالمدينة للتغرير ببعض الشباب للخروج للشارع وزرع الفتنة. لا تريد الجماعة أن تفهم أن الحكومة حرصت على إبداء تفاعلها الإيجابي مع كل المطالب الاجتماعية والاقتصادية المعبر عنها من طرف كل الفاعلين المحليين، من ساكنة ومنتخبين وفعاليات سياسية ونقابية ومجتمع مدني، وفق مقاربة تشاركية تم الإعلان خلالها عن إجراءات عملية وملموسة تهم العديد من القطاعات ذات الأولوية، والتي أفصح عن خطوطها العريضة رئيس الحكومة في زيارته رفقة وفد وزاري هام للجهة الشرقية بتاريخ 10 فبراير 2018. فالهيئات السياسية والمدنية أصدر بيانات تعتبر فيها الإجراءات المقترحة جادة ويمكن أن تعطي دفعة قوية لتنمية الإقليم، غير أن التيارات العدمية تسعى إلى إجهاض المجهودات المبذولة من طرف مؤسسات الدولة حتى يتسنى لها إقناع المغرر بهم بمسارات الفوضى التي تتبناها. وأبانت الجماعة ومن يدور في فلكها من بعض التيارات العدمية اليسارية عن حقد دفين لكل ما هو مؤسسي لأنه يزعجها ويشكل سدا منيعا لمشروعها الظلامي. فالمفروض في التيارات السياسية والمدنية تأطير المجتمع قصد الحفاظ على السلم الاجتماعي، مهما كان موقفها السياسي، واستعمال الأساليب الحوارية والسلمية لتحقيق المطالب غير أن الجماعة ووفاء لنزعتها العنيفة، التي كشفت عنها في الجامعات المغربية لما توفرت لديها القدرة فمارست القتل والعنف الدموي، وهي اليوم لا تسعى أبدا للخير بقدر ما تمارس التضليل تجاه الشباب حتى يكونوا أداة تخريب للبلاد.