أكد عبد الفتاح بلعمشي، مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية والأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة الروسية ديميتري مدفيديف اليوم للمغرب، تحمل في طياتها أبعادا جيوستراتيجية واقتصادية مهمة، يمكن قراءتها على أن روسيا أصبحت ترى في المغرب شريكا لا محيد عنه في منطقة شمال إفريقيا. وأوضح الدكتور عبد الفتاح بلعمشي، في اتصال أجرته معه "تليكسبريس"، أن زيارة مدفيديف للمغرب تعطي الانطباع على أن موسكو حريصة على تنويع شراكاتها بالمنطقة، وعدم الاكتفاء بالشريك التقليدي "الجزائر"، الذي يبدو انه أصبح متجاوزا من طرف القوى الاقتصادية العالمية التي أضحت تستشعر قوة ودور المغرب في المنطقة، وفي إفريقيا باعتباره بوابة نحو القارة. كما تدل هذه الزيارة التي يستهلها ميدفديف الى الرباط اليوم الثلاثاء 10 أكتوبر، على أن القوى الاقتصادية العالمية دخلت في منافسة دولية لتطوير العلاقات الثنائية وعقد الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية مع المملكة المغربية لما تنعم به هذه الأخيرة من أمن واستقرار. وأوضح بلعمشي في التصريح نفسه، أن المغرب منذ خطاب جلالة الملك في قمة الرياض، والذي أعلن خلاله أن المغرب عازم على تنويع علاقاته الخارجية مع شركاء جدد وعدم الاقتصار على الشركاء التقليديين، بدأ في بلورة هذه السياسة وأصبحت واقعا ملموسا، من خلال عقد اتفاقيات جديدة في مختلف المجالات سواء مع روسيا والهند والصين أو مع العديد من الدول الإفريقية. كما ابرز الدكتور بلعمشي أن هذه التوجهات الجديدة للمغرب لا تعني إلغاء الشراكات الكلاسيكية خاصة مع أوربا، بل هي انفتاح جديد على أسواق أخرى ستعطي دينامية قوية للمنتوجات الفلاحية المغربية وغيرها، وستشجع على الإنتاج والتسويق، مضيفا أن التوجه الروسي نحو المغرب هو في حد ذاته اعتراف قوي من موسكو، على أن المغرب يمكن الاعتماد عليه في الكثير من المجالات. يذكر أن رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف، يبدأ اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى المغرب، تمتد ليومين. وكان بلاغ للحكومة الروسية أورد أن مباحثات ميدفيديف بالرباط ستتمحور حول تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والصناعة والفلاحة والسياحة والثقافة والتوقيع على العديد من الاتفاقيات.