يطمح فريق اتحاد الفتح الرياضي، وهو يخطو الخطوة ما قبل الأخيرة، إلى جعل فريق تيبي مازيمبي الكونغولي (حامل اللقب) قنطرة العبور نحو تحقيق ثاني لقب قاري بعد دورة 2010، عندما ينازله يوم الأحد المقبل بلوبومباشي برسم ذهاب نصف نهاية كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وتبدو حظوظ مجموعة الإطار الوطني وليد الركراكي وافرة لبلوغ هذا المبتغى الذي ستكون أولى لبناته العودة بنتيجة إيجابية من لوبومباشي وتعزيز آماله في التأهل للمباراة النهائية وبالتالي فتح الباب على مصراعيه لمنح كرة القدم الوطنية خامس لقب لها في كأس الكونفدرالية الإفريقية، وثاني لقب قاري لفريق الفتح، بعد الكوكب المراكشي (1996) والرجاء البيضاوي (2003) والجيش الملكي (2005) واتحاد الفتح الرياضي (2010). وكان اتحاد الفتح الرياضي قد أحرز كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عقب فوزه على مضيفه النادي الرياضي الصفاقسي التونسي 3-2 في إياب المباراة النهائية التي جمعت بينهما يوم 4 دجنبر 2010 بملعب الطيب المهيري بمدينة صفاقس، تعاقب على تسجيلها عبد الفتاح بوخريص (د 8) ومحمد الزويدي (د 75 و89)، فيما وقع هدفي الفريق التونسي حمدي رويد (د 44) وكمال زعيم (47 من ضربة جزاء). وكان الفريقان قد تعادلا ذهابا في الرباط بدون أهداف. ويستمد طموح الفتح مشروعيته من كونه راكم تجربة عريضة وخبر المنافسات الإفريقية ويمتلك الأسلحة الكفيلة بتحقيق نتيجة إيجابية في قلب لوبومباشي ، وهي مهمة ليست مستحيلة على أصدقاء المهدي الباسل، أصحاب السجل الحافل بالإنجازات و الألقاب إن على المستوى الوطني (البطولة الوطنية 2015-2016) وكأس العرش ست مرات (1967 و1973 و1976 و1995 و 2010 و 2014) أو على المستوى القاري، كأس الكونفدرالية الإفريقية 2010. وكيف لا والفريق الرباطي توج وصيفا لبطل الكأس الممتازة الإفريقية سنة 2011 عندما انهزم أمام خصم هذا الأسبوع تيبي مازيمبي يوم 29 يناير 2011 على أرضية ملعب لاكينيا في لوبومباشي بالضربات الترجيحية 8-9، بعد أن انتهى الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل السلبي. ففريق اتحاد الفتح الرياضي يتوفر على جميع الإمكانيات التي تجعل منه بطلا لهذه المسابقة الثانية على الصعيد الإفريقي بعد دوري عصبة أبطال إفريقيا الذي يمثل المغرب فيها الوداد البيضاوي و الذي سينازل يوم الجمعة المقبل، اتحاد العاصمة الجزائري برسم ذهاب الدور نصف النهائي، من تركيبة بشرية تعج بالطاقات والمواهب المتعطشة للتألق وإدارة تقنية محنكة ومكتب مسير احترافي، ناهيك عن الحافز المعنوي والمادي القوي المتمثل في القيمة المالية المغرية لهذه الكأس. وتحضيرا لهذا اللقاء الهام، أكد الإطار الوطني وليد الركراكي، في تصريحات صحفية ، أن جل اللاعبين على أتم الإستعداد بدنيا ونفسيا لخوض هذه المباراة على الرغم من كون بعضهم يوجدون تحت المراقبة الطبية جراء الإجهاد. ويحاول الممثل الثاني للعاصمة التغلب على عامل العياء الذي تراكم خلال المدة الأخيرة، وسيعمل جاهدا خلال هذه المباراة لتحقيق الأهم وإسعاد الجمهور الرياضي المغربي. وسيخوض فريق الفتح هذا اللقاء معتمدا على إمكانياته وليس على نقط قوة وضعف الفريق المنافس الذي سبق أن عاين له تسجيلات لبعض مبارياته خاصة تلك التي خاضها مؤخرا أمام هلال الأبيض السوداني بفوزه عليه 5 - 0 في مباراة الإياب في لوبومباشي. وقد عود أبناء الدولي السابق وليد الركراكي، الجمهور الرباطي بصفة خاصة والجمهور الرياضي المغربي عامة أن يتعملق الفريق في مثل هذه المواجهات الهامة والحاسمة التي يستدعي التعامل معها كثيرا من الذكاء والإنضباط النفسي والتكتيكي واستغلال انصاف الفرص التي تتاح له أمام المرمى . كما يتوقع أن تكرس المباراة طابع الحدة والندية الذي يميز دائما مواجهات كرة القدم المغربية لنظيرتها الكونغولية إن على مستوى الأندية أو المنتخبات والتي يزيدها الضغط الجماهيري والإعلامي احتداما وهو ما يؤشر على لقاء ساخن بين فريقين كبيرين أثبتا دوما علو كعبهما في مثل هذه اللقاءات. واستعدادا لهذه المواجهة القوية والهامة،التي سيحاول كل فريق كسب نقاطها الثلاث حتى يخوض مباراة الإياب بنوع من الإرتياح ، سيركز المدرب الركراكي بوجه خاص على إعداد اللاعبين نفسيا دون إغفال الجوانب التقنية والتكتيكية ومحاولة الرفع من معنوياتهم حتى يكونون في الموعد. وسيكون فريق اتحاد الفتح الرياضي، الذي شكل وسيبقى على الدوام مدرسة طالما أنجبت لاعبين كبار أبدعوا وأمتعوا وتركوا بصماتهم واضحة في مختلف الملاعب الوطنية، مطالبا بالدفاع على السمعة الطيبة والمكانة المرموقة التي بات يتمتع بها على الصعيد القاري وتمثيل المغرب أحسن تمثيل.