دعت حكومة فنزويلا المواطنين لأن ينظروا للأرانب باعتبارها أكثر من مجرد حيوانات أليفة، واعتمادها مصدرا للغذاء. و"خطة الأرانب" هي محاولة من حكومة الرئيس نيكولاس مادورو لتوفير المزيد من الغذاء. كما علمت السلطات المواطنين كيفية زراعة المواد الغذائية على أسطح منازلهم وفي شرفاتهم. وسخرت المعارضة من الفكرة، وقالت إنها عبثية ولن تسهم بشيء في إنهاء نقص الغذاء الحاد. وحسب وزير الفلاحة الفنزويلي، فريدي برنال فقد تم الشروع في تطبيق هذا المخطط لكنه شدد على وجود “إشكالية ثقافية لأننا تربينا على أن الأرانب حيوانات أليفة ووديعة، وهي ليست كذلك، بل يمثل الأرنب كيلوغرامين ونصف من اللحم الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتينات ولا يحتوى على الكوليسترول”. وتابع بالقول خلال لقاء مع الرئيس مادورو بثه التلفزيون الرسمي ” المشكلة أن الفنزوليين يتعاطفون مع الأرانب وكثير منهم يطلق عليهم أسماء ويحملونهم معهم إلى غرف النوم”. غير أن الواقع يبدو صادما فقد ذكرت تقارير إعلامية أن “التابير” الذي يعتبر حيوانا مهددا بالانقراض أصبح فريسة لفنزويليين جوعى بالنظر إلى وزنه الذي يقارب 200 كلغ ولحمه الذي يشبه لحوم البقر، وحسب ذات التقارير فقد أصبح مألوفا ضبط أشخاص يتسللون في كثير من المناسبات إلى حديقة الحيوانات بولاية زوليا لمهاجمة حيوانات “التابير” والخنازير أو الإوز والديك الرومي والببغاوات. وكشفت دراسة أجرتها مؤخرا جامعات “أندريس بييو” و”الجامعة المركزية” و”سيمون بوليفار” وشملت عينة من 6500 أسرة، أن 75 بالمائة من المستجوبين فقدوا بشكل لا إرادي وزنا يصل في المعدل إلى 5ر8 كيلوغرامات خلال السنة الماضية. وليست هذه المرة هي الأولى التي تفشل فيها الحكومة الفنزويلية في مخططات لتأمين الغذاء، فقد كانت هناك تجارب سابقة همت تربية الدجاج والخنازير لكنها باءت بالفشل. كما سبق للرئيس الفنزويلي أن أمر الجنود بزراعة جميع الفضاءات داخل ثكناتهم العسكرية من أجل المساهمة في توفير إنتاج غذائي في إطار مخطط يشمل 470 ألف هكتار. وتعليقا على “مخطط الارانب” اتهم زعيم المعارضة إنريكي كابريليس رادونسكي الحكومة بالوقوف وراء الأزمة الغذائية التي تعيشها فنزويلا وقال إن مخطط تربية الأرانب “مزحة سخيفة” مضيفا “إذا لم تتمكنوا من إيجاد الحلول عليكم أن ترحلوا”. أما النائبة البرلمانية، ماريبيل غيديس فقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنمخطط “تربية الارانب” لا يعدو في نهاية المطاف سوى ضربا من الخداع وأسلوبا ديماغوجيا من قبل الحكومة، متسائلة كيف يمكن للفنزوليين تربية الأرانب ولا يوجد غذاء ولا دواء حتى بالنسبة للبشر فما بالنا بحيوان تتطلب تربيته الكثير من العناية والاهتمام. وأضافت غيديس “ليس سرا أن نسبة كبيرة من الفنزوليين باتوا يلجؤون إلى حاويات القمامة لسد رمق الجوع، وهناك تقديرات تشير إلى أن 40 بالمائة منهم يقومون بذلك يوميا، في وقت يتناول 60 بالمائة من الفنزوليين وجبة يتيمة في اليوم أو وجبتين في أحسن الأحوال”. “الأوضاع خطيرة للغاية لأن الناس بدأوا في أكل لحوم الكلاب من فرط الجوع”، تحذر النائبة البرلمانية. من جانبها، اعتبرت مارييلا ماغايانيس عضو الجمعية الوطنية (البرلمان)، في تصريح مماثل أن الخطة سخيفة ولا يمكنها أن تحل إشكالية الأزمة الغذائية التي تعيشها فنزويلا، بل تؤكد من جديد أن هذه البلاد لم تعد قادرة على إنتاج المواد الغذائية. وفي تقديرها فمخطط الأرانب يدعو إلى الاستغراب لأن تناول لحوم هذا النوع من الحيونات لا يدخل ضمن العادات الغذائية للفنزوليين. لا يختلف المراقبون في كون المشكلة الحقيقية بفنزويلا تكمن في النموذج الفاشل للاشتراكية، الذي جعل البلاد تعتمد بنسبة 95 بالمائة على عائدات النفط، الذي تتوفر منه البلاد على أكبر الاحتياطيات العالمية، ولكن مع تدني الأسعار في الأسواق العالمية لم تستطع فنزويلا الصمود ودخلت في نفق مسدود خاصة وأن التضخم بلغ مستويات قياسية حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتجاوز 720 بالمائة عند متم السنة الجارية. ولكن مادورو يصر على أن الأزمة التي تعيشها بلاده ليس لحكومته يد فيها بل هي نتيجة “حرب اقتصادية” تشن على فنزويلا من الخارج بتواطؤ مع خصومه من الداخل. غير أن المتتبعين للشأن الفنزويلي يرون أنه لا الأرانب ولا الدجاج ولاغيرهما من أنصاف الحلول بوسعها حل أزمة متعددة الابعاد، أخرجت فنزويلا من مجموعة السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور) وحكمت عليها بالعزلة بعد أن علقت العديد من شركات الطيران رحلاتها من وإلى كراكاس، ليظل الأمل معلقا على جولة الحوار الجديدة التي دشنتها الأسبوع الجاري المعارضة والحكومة الفنزوليتين بجمهورية الدومينكان بدعم من بلدان صديقة.