بثت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية، أمس الخميس، تقريراً يهدد باستخدام بيونغ يانغ للأسلحة النووية "لإغراق" اليابان وتحويل الولاياتالمتحدة إلى "رماد وظلام" لدعمهما قراراً لمجلس الأمن الدولي وعقوبات ضدها بسبب أحدث تجاربها النووية. ودعت أيضاً لجنة السلام الكورية الشمالية لآسيا والمحيط الهادئ، والمعنية بعلاقات بيونغ يانغ الخارجية ودعايتها، إلى حل مجلس الأمن الذي وصفته بأنه "أداة للشر" تتكون من دول "مرتشية" تتصرف بأوامر الولاياتالمتحدة. وقالت اللجنة في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية "جزر الأرخبيل الأربع ينبغي إغراقها في البحر بقنبلة جوشي النووية. لم تعد هناك حاجة إلى وجود اليابان بالقرب منا". وجوشي هي العقيدة الفكرية الرسمية لكوريا الشمالية وتمزج بين الماركسية والقومية القائمة على الاعتماد على الذات، وقد أطلقها مؤسس الدولة كيم إيل سونغ جد الزعيم الحالي كيم جونغ أون. وتصاعد التوتر في المنطقة بشدة منذ أجرت كوريا الشمالية سادس وأقوى تجاربها النووية في الثالث من سبتمبر الجاري. وأيد مجلس الأمن، الذي يضم 15 عضواً، بالإجماع يوم الاثنين الماضي قراراً أعدته الولاياتالمتحدةالأمريكية وجولة جديدة من العقوبات رداً على التجربة حيث حظر صادرات كوريا الشمالية من المنسوجات وهي ثاني أكبر صادراتها بعد الفحم والمركبات المعدنية، كما قيد وارداتها من الوقود. وردت كوريا الشمالية على إجراءات المجلس، التي أيدتها الصين وروسيا اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو)، بتكرار التهديدات بتدمير الولاياتالمتحدةواليابانوكوريا الجنوبية. وجاء في البيان: "فلنحول الولاياتالمتحدة إلى رماد وظلام. فلنُنفس عن غضبنا بحشد كل ما أعددناه حتى الآن من وسائل الانتقام". ورغم التوتر القائم، قالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، إنها تعتزم تقديم ثمانية ملايين دولار من خلال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) لمساعدة الرضع والحوامل في الشمال. وقالت الوزارة، إن هذه أول مساعدات إنسانية تقدمها سول لكوريا الشمالية منذ جانفي من العام 2016 حين أجرت بيونغ يانغ رابع تجاربها النووية، وإنها تستند إلى سياسة قائمة منذ فترة طويلة وتتمثل في فصل المساعدات الإنسانية عن السياسة. "الرقص على النغمة" ووصفت كوريا الشماليةاليابان في أحدث بياناتها بأنها "ترقص على نغمة" الولاياتالمتحدة وقالت إنه يجب عدم الصفح أبداً عن عدم تقديمها اعتذاراً مخلصاً عن "جرائمها التي لن تغفر أبداً ضد شعبنا"، في إشارة على ما يبدو إلى العدوان الياباني إبان الحرب العالمية الثانية. كما نعت الشمال كوريا الجنوبية بعبارة "الخونة وكلاب" الولاياتالمتحدة. وانتقدت اليابان البيان الكوري الشمالي بشدة. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا في مؤتمر صحفي اعتيادي، الخميس: "هذا الإعلان استفزازي وشائن إلى أقصى حد. إنه يزيد بشدة التوتر في المنطقة وغير مقبول بالمرة". وكانت كوريا الشمالية قد رفضت بالفعل قرار مجلس الأمن الذي يفرض عقوبات عليها بسبب أحدث تجاربها، وتعهدت بالمضي قدماً في برامجها النووية والصاروخية في تحد للضغوط الدولية. والقرار الصادر عن مجلس الأمن يوم الاثنين خضع للتعديل بحيث يكون أخف وطأة من المسودة التي طرحتها الولاياتالمتحدة، وذلك بغية كسب تأييد الصين وروسيا. فالقرار في صيغته الأخيرة لم يصل إلى حد فرض حظر كامل على صادرات النفط إلى كوريا الشمالية، ومعظمها من الصين. وتحظر العقوبات الأخيرة أيضاً على الشركات الأجنبية الدخول في مشروعات تجارية مشتركة مع كيانات كورية شمالية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تعهد بعدم السماح لكوريا الشمالية بتهديد بلاده أبداً بصاروخ نووي لكنه طلب أيضاً من الصين بذل المزيد لكبح جماح جارتها. وتؤيد الصين بدورها رداً دولياً على المشكلة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشو نينغ، إن المجتمع الدولي وصل إلى "توافق كبير" على محاولة التوصل لحل سلمي. وأضافت في إفادة صحفية اعتيادية "إننا نحث الأطراف المعنية الضالعة في الأمر بشكل مباشر على اغتنام الفرصة وامتلاك الشجاعة السياسية لاتخاذ الخيار السياسي الصحيح بأسرع ما يمكن".