يعتبر الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب تحليلا عميقا للواقع، حيث وضع حدا للتخرسات التي يقوم بها بعض المغرضين، الذين يريدون أن يقولوا إن المغرب يصرف أموالا طائلة في إفريقيا، وذلك في إشارة إلى الاستثمارات المغربية في القارة السمراء، حيث قام جلالة الملك بزيارات متواصلة للدول الإفريقية، التي تم تتويجها بتوقيع اتفاقيات ضخمة، في مجالات متعددة، لكن جلالة الملك أوضح اليوم أن المغرب رابح وليس خاسر. قال جلالة الملك "المغرب، لم ينهج يوما سياسة تقديم الأموال، وإنما اختار وضع خبرته وتجربته، رهن إشارة إخواننا الأفارقة، لأننا نؤمن بأن المال لا يدوم، وأن المعرفة باقية لا تزول، وهي التي تنفع الشعوب وهم يعرفون ذلك، ويطلبون من المغرب التعاون معهم، ودعم جهودهم في العديد من المجالات، وليس العكس، كما يدركون حرصنا على بناء شراكات مثمرة معهم، تقوم على استثمارات وبرامج تنموية مضبوطة، بين القطاعين العام والخاص، في الدول المعنية". بمعنى أن الذين لا يفهمون شيئا سوى تلويك الكلام، فالمغرب يبيع الخبرة ولا يتصدق بأموال، ومن هذه الخبرة سيربح الأموال الطائلة. وأضاف جلالة الملك "أما الذين يعرفون الحقيقة، ويروجون للمغالطات، بأن المغرب يصرف أموالا باهضة على إفريقيا، بدل صرفها على المغاربة، فهم لا يريدون مصلحة البلاد. فتوجه المغرب إلى إفريقيا، لن يغير من مواقفنا، ولن يكون على حساب الأسبقيات الوطنية. بل سيشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وسيساهم في تعزيز العلاقات مع العمق الإفريقي". رسالة ملكية واضحة أن التوجه نحو إفريقيا لم يعطل أي شيء في المغرب، ولم تتعطل المشاريع في الداخل، بل إن الموضوع كان يسير برجلين، واحدة في الداخل والأخرى في إفريقيا، ويرى الخطاب الملكي تلازمهما وخدمة هذا للآخر.