لقيت الدعوات التحريضية لتنظيم أشكال احتجاجية بالحسيمة، يوم 30 يوليوز المقبل الذي يوافق عيد العرش، رفضا كبيرا بإجماع مكونات المجتمع السياسية والنقابية والمدنية ومن قبل المثقفين والإعلاميين، الذين واعتبروا الدعوة بمثابة انتحار سياسي لحراك الريف، حيث يقود البعض الاحتجاجات الاجتماعية نحو نهاية غير طبيعية. ولم تبق جهة إلا وأدانت هذه الدعوات المشبوهة، التي تسعى إلى توتير الأوضاع والدفع نحو مزيد من التصعيد. واستغرب المتتبعون هذه الدعوات، في وقت صدر بيان عن المعتقلين بسجن عكاشة يدعو إلى التهدئة وترك الفرصة للمبادرات الحقيقية قصد إطلاق سراحهم والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية، واضطر قادة الحراك الموقوفون إلى إدانة هذه المحاولة المشبوهة لتلغيم الأجواء في يوم عيد له رمزية تاريخية، باعتباره إحدى وسائل المواجهة مع المحتل الأجنبي، واختيار يوم بدلالات تاريخية للاحتجاج هو مسعى بئيس نحو الفوضى وإغراق المنطقة فيما لا تحمد عقباه. وأدانت الهيئات السياسية والنقابية والمدنية هذا السلوك الأرعن، باعتباره محاولة بئيسة لاستفزاز الشعور الجمعي للمغاربة دون استثناء، حيث يختلفون على كل شيء ويجمعون على الثوابت. الواقفون خلف هذه الدعوات الملغومة، تضرروا كثيرا من المبادرات التي اتخذتها الدولة، والتي تجسدت على أرض الواقع، وهي المجهودات التي خلقت تجاوبا واسعا من قبل المواطنين، ومن قبل الجالية المغربية بالخارج، مما دفعهم إلى عدم الإصغاء لدعوات الاحتجاج، لأن أهدافه لم تعد اجتماعية وإنما أصبحت سياسية، وهو ما جعل هؤلاء يصابون بالسعار وللجواب عن فشلهم الذريع في استثارة مشاعر المواطنين شرعوا في التحريض على انتهاك رموز السيادة المغربية. ويرى الكل أن الدعوات إلى التحريض هي الضربة القاضية لدعاة الفتنة، باعتبارها قامت بعزل أصحابها في مربع صغير، لأن جميع المغاربة تضامنوا مع المطالب الاجتماعية لساكنة الحسيمة. الدعوات المذكورة أسقطت القناع عن الجهات المشبوهة المتخفية وراء الحراك، والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وخدمة أجندات متعددة، تلتقي كلها خلف شعار واحد ألا وهو ضرب المؤسسات وإضعاف قوتها، لأن هذا في نظرهم هو المدخل نحو السيطرة على كل شيء، والحمد لله أنه تم كشفهم قبل فوات الأوان حيث تم التعامل معهم بحكمة وبصيرة نادرة كما يحدث في الكثير من الدول الديمقراطية بشهادة الجميع.