حذر المجلس الجهوي للحسابات بجهة الدارالبيضاءسطات من تراجع المساحات الخضراء في المدينة بشكل كبير مقارنة مع التوسع العمراني، على اعتبار أن الفضاءات الخضراء لا تتعدى في مجملها 397 هكتار. وحسب تقرير للمجلس الجهوي للحسابات، فإن المساحات الخضراء المخصصة لكل مواطن في البيضاء لا يتعدى 3.1 مترا مربعا، انطلاقا من المساحة الإجمالية للمساحات الخضراء، مسجلا افتقاد مجلس المدينة لرؤية واضحة لتدبير المساحات الخضراء، وضعف مؤشر توزيع الحدائق على عدد السكان المعتمد من قبل المنظمة العالمية للصحة، والذي يحدد 25 مترا مربعا للفرد، أو المعدل الوطني المحدد من طرف وزارة السكنى والمحدد في 10 أمتار مربعة.
ويأتي تدهور المساحات الخضراء في المدينة رغم المجهودات والاعتمادات المالية الضخمة التي خصصتها الدولة والمجالس المنتخبة لإعادة تأهيل الحدائق العمومية ،مثل حديقة « جاردان داكسي » في عمالة البرنوصي فاقت تكلفة إعادة تهيئتها 19 مليون درهم، وحديقة العواصم الإسلامية في عين الشق التي بلغت تكلفة تهيئتها ما يفوق 10.7 ملايين درهم.
ويبدو أن البيضاويين سيحرمون قريبا من حديقة الجامعة العربية الشهيرة بشارع مولاي يوسف بعمالة مقاطعات آنفا ،بعد أن قرر مسؤولو المدينة تحويل هذا المتنفس إلى موقف للسيارات ومرافق أخرى. وفوتت شركة التنمية المحلية «الدارالبيضاء للتهيئة »، المكلفة بإنجاز عدة مشاريع تهيئة حضرية في المدينة، صفقة إنجاز دراسة تتعلق بتهيئة حديقة « الجامعة العربية ».
وستكلف الدراسة المتعلقة بإعادة تهيئة الحديقة لوحدها ما يفوق 260 مليون سنتيم، في الوقت الذي تباينت فيه معطيات حول مشروع إقامة مرآب تحت أرضي للسيارات يتسع ل750 سيارة، مع إعادة تأهيل ساحة « نيفادا ».
في الوقت الراهن تتوفر الدارالبيضاء على 46400 شجرة في المجموع ، منها 30100 نخلة من نوع (الواشنطونية) والتي تتميز بعدة مواصفات عدة أبرزها ثمنها البخس في المشاتل، والذي لا يزيد عن 600 درهم ، ومقاومتها للبرودة وصعوبة اعوجاجها.
كما تتوفر المدينة على 16300 شجرة مختلفة الأنواع يمثل (الفيكوس) الغالبية العظمى منها، فيما بدأت أشجار (الأوكاليبتوس) تنقرض من شوارع الدارالبيضاء منذ زمن بعيد.