شدّد وزير الشؤون الخارجية لعمامرة، في لقاء مع التلفزيون الجزائري مساء امس ضمن برنامج “حوار الساعة”، على أن الحكومة الجزائرية تفضل دائما الحلول السلمية “في التعاطي مع كل الخلافات المطروحة مع الجار المغربي”. وذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن “العلاقات مع المغرب ليست طبيعية، هذا تحصيل حاصل، فالعلاقات يجب أن تكون على غرار العلاقات مع الشقيقة تونس، والشقيقة موريتانيا، والشقيقة ليبيا كذلك، علاقات تكامل، علاقات احترام متبادل”.
وأضاف أن “هناك خلافا مع المغرب حول مشكل الصحراء معروفا ومنذ زمن، وموقف الجزائر من هذه القضية هو موقف يتطابق تماما مع الشرعية الدولية"، الا أن الغريب في الامر ان سيادته نسي بل تناسى إعطاء المفهوم الحقيقي للشرعية الدولية والقرارات التي تتبناها اليوم منظمة الأممالمتحدة بخصوص الصحراء المغربية والقرار التاريخي لمحكمة العدل الأوروبية، بتاريخ 21 دجنبر 2016، الذي اقر بان الاتفاقية السياسية واتفاقية التبادل التجاري الزراعي والبحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، لا تنطبقان على الصحراء، بالتالي فهي لا تزال سارية المفعول وأن الاتفاقيتين اللتين دخلتا حيز التنفيذ ابتداء من 2000 و2012، لا علاقة لهما بجبهة "البوليساريو" التي طعنت في الاتفاقتين، "على أساس أن الرباط تستفيد من المنطقة المتنازع عليها".
وفي سياق العلاقات المغربية الجزائرية دائما، أكد عضو الحكومة الجزائرية أن “هناك نقاط أخرى في العلاقات مع دول الجوار، خلافات ذات الطابع الأمني تتعلق بالحدود وببعض الجوانب التي يجب معالجتها بجدية ونجاعة. وان الجزائر على أتم الاستعداد لمناقشتها في الأطر الموضوعة من أجل حلها، هناك لجان، هناك لقاءات قطاعية تقرر أن تتم، وتم التأكيد على هذا خلال شهر جوان الماضي أثناء زيارة وفد حكومي مغربي إلى الجزائر”.
وما يثير في تناقضات الوزير الجزائري هو ما صرح به قبل ايام في مؤتمره الصحافي في الدوحة اختتاماً لجولة خليجية قادته إلى دولة الإمارات والبحرين، حسب ما أوردته صحيفة “العربي الجديد”، “أن بلاده تريد علاقات طبيعية مع المغرب، وتتطور نحو الأحسن، والجزائر لم تبادر يوماً لربط موضوع العلاقات الثنائية مع موضوع خارجي”. وفي نفس الوقت قال لعمامرة بالحرف انه يرفض رفضا قاطعا اعتراض المغرب على عضوية “البوليساريو” في الاتحاد الأفريقي، ووصفها – بدون مسؤولية - بأنها عضو مؤسّس فيه مرحّباً، في الوقت نفسه، بانضمام المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، “بصفته العضو 55 بالتساوي في الحقوق والواجبات مع كل الدول الأخرى”. معتبرا في ذلك ان المملكة المغربية بتاريخها العريق ومكانتها على الصعيد العالمي لا بد – حسب زعمه - ان تتساوى مع شرذمة البوليساريو المدعومة من طرف عسكر الجزائر، لتبقى تصريحات لعمامرة أضغاث أحلام بل وتعبر بالملموس عن الحقد الدفين الذي عبر عنه مرارا قصر المرادية اتجاه المغرب .
يذكر أن التصريحات المتناقضة لوزير خارجية الجزائر تزامنت مع الأخبار التي تؤكد أن الاتحاد الإفريقي أشعر قيادة بوليساريو بأن مقعد الجمهورية الوهمية أصبح في خطر، إثر مطالبة أغلبية الأعضاء بإعادة النظر في طبيعة عضويتها؛ وذلك في إشارة إلى إمكانية تخفيض تمثيليتها إلى ما دون العضوية الكاملة، حيث نبّهت نكوسازانا دلاميني زوما، رئيسة المفوضية الإفريقية، إلى تحديات تمنع الجمهورية الوهمية من الوفاء بالتزاماتها السيادية.