اعتبرت صحيفة "السفير" اللبنانية، اليوم الثلاثاء، أن العدد الكبير من المشاركين في الدورة ال22 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 22) التي تستضيفها مراكش، "دليل على الرغبة في تنفيذ اتفاق باريس". وأوضحت الصحيفة في مقال، أن العدد الكبير للمشاركين في مؤتمر مراكش، الذي أنهى الأسبوع الأول من أعماله، "لا يعتبر إلا دليلا على الحماسة والحيوية لإيجاد السبل التنفيذية لهذا الاتفاق".
وأضافت أن حكومات كثيرة تنشط في مراكش لتظهر للعالم أنها تقوم بمبادرات "طموحة"، من أجل دعم ونمو الطاقة المتجددة ومبادرة كفاءة الطاقة، كما تقول البلدان الأفريقية، أنها "جذبت، بعد اتفاق باريس ما لا يقل عن 10 مليار دولار لتمويل مشاريع لإنتاج الطاقة المتجددة".
وبعد أن ذكرت بأن هذا الموضوع، مرتبط بصندوق المناخ وبالتعهدات بجمع 100 مليار دولار سنويا بحلول 2020، أبرزت الصحيفة أن الأمل معقود على أن تنجح قمة مراكش بوضع "خريطة طريق" لتحقيق هذا الهدف.
ونقلت عن المراقبين في مراكش، تأكيدهم أن هم المشاركين في القمة هو الإجابة عن كيفية تحقيق هدف اتفاق باريس.
وفي سياق متابعة موقع (غرين أريا) البيئي اللبناني لفعاليات (كوب 22)، أبرز أن المؤتمر بدأ "يشهد حيوية، أضفت عليه كحدث عالمي أهمية توازي الآمال المعلقة عليه، خصوصا في مجال عرض آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الطاقة البديلة".
واستدل مبعوثو الموقع بالإقبال الكبير من قبل الزوار، "أفرادا ومؤسسات، من كافة المناطق المغربية ومن سائر بلدان العالم على هذه التظاهرة البيئية"، واصفة هذا الإقبال ب"المنقطع النظير" بعد فتح "المنطقة الخضراء" أمام العموم.
وفي هذا الإطار، وصفت مبعوثة للموقع مؤتمر مراكش ب"الاستثنائي" على اعتبار أن القيمين عليه يفاجئون الزوار من مختلف أرجاء العالم، بابتكارات ومنصات عرض وفعاليات "لا عهد لمؤتمرات المناخ بها من قبل".
وقالت إن المغرب وظف "ما يختزن من إمكانيات وطاقات علمية ولوجستية وأكاديمية كبيرة من أجل تنظيم هذا الحدث الدولي على أكمل وجه".
وبعد أن أشارت المبعوثة الى أن مؤتمر المناخ لم يعد مقتصرا على صياغة أفكار ومقترحات للحد من ظاهرة التغير المناخي واحتواء تداعياتها السلبية فحسب، أبرزت أنه أضحى منصة لعرض آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في مجال الطاقات المتجددة، وبدأ يتحول إلى احتفالية سنوية تتخللها العديد من الأنشطة والاحتفالات، وفضاء يتسع لمبادرات فردية ومدنية.
وفي إطار متابعة قمة مراكش، كتب الخبير اللبناني، أكرم سليمان الخوري، عن مفهوم "الزراعة العضوية"، التي خصصت لها حلقات نقاشية في فضاء المعرفة والتقاليد بالمنطقة الخضراء لمؤتمر (كوب 22).
وقال الخبير في مقال نشره بالموقع، إن العمل يجري حاليا بالعالم العربي على تشجيع "مفهوم أحدث"، هو مفهوم "الزراعة الحافظة"، لما له من أهمية في تخفيف انبعاثات الكربون.
وتروم الزراعة الحافظة، وفق الخبير، المحافظة على الموارد الطبيعية المتجددة بطريقة مستدامة، مع مراعاة زيادة حجم الإنتاج الزراعي لتأمين الاحتياجات الغذائية المتزايدة، دون أن يؤدي ذلك إلى تدهور النظم البيئية الزراعية.