قال رئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايتها والحزب الشعبي (يمين)، ماريانو راخوي، الذي كلفه الملك فيليبي السادس بتشكيل حكومة جديدة، يوم الأربعاء 27 أكتوبر، إنه على استعداد للحوار مع المعارضة، لاسيما الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، حول كل مبادرة سيتعين على الحكومة المقبلة اتخاذها. ودعا راخوي، في خطاب التنصيب أمام مجلس النواب (الغرفة السفلى)، المعارضة إلى "التعاون المسؤول"، وذلك من أجل تمكين إسبانيا من حكومة "مستقرة وفعالة"، مؤكدا أنه سيبقى منفتحا على الحوار حول كل مبادرة أو إصلاح، وأنه يدرك أن 137 مقعدا التي يتوفر عليه حزبه بمجلس النواب تبقيه دون أغلبية مطلقة (176) وتجبره على البحث باستمرار عن أغلبية للحكم.
كما حث الفرق البرلمانية على إعداد ميثاق حول خمس قضايا كبرى تتطلب إجماعا وهي إصلاح نظام التقاعد وإعادة إطلاق الحوار الاجتماعي وإصلاح التعليم وتحسين نظام التمويل جهات ومكافحة الفساد، وكذا مختلف الأحزاب لترك جانبا "المواجهات الإيديولوجية"، وبذل جهد استثنائي للتعامل مع هذا الموقف "غير المسبوق"، أي دون أغلبية برلمانية.
وستستأنف جلسة النقاش حول تنصيب راخوي صباح اليوم الخميس، يليها اقتراع أول على الثقة، سيتعين على زعيم المحافظين الحصول خلاله على أغلبية مطلقة، وإذا ما فشل في ذلك، فسيعقد تصويت ثان بعد 48 ساعة، أي السبت المقبل، يتم خلاله تنصيب السيد راخوي بالأغلبية النسبية.
يشار إلى أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني كان قد قرر، خلال اجتماع لجنته الفيدرالية الأحد الماضي التصويت ضد ترشيح راخوي في الجلسة الأولى، والامتناع عن التصويت في الجلسة الثانية، للسماح بتشكيل الحكومة، وكذا لتسجيل معارضته لسياسة راخوي.
وبهذا الامتناع سيمكن، دون شك، تنصيب زعيم المحافظين، بفضل أصوات 170 نائبا من حزبه وحزب سيوددانس، وذلك بعد أن كلفه الملك فيليبي السادس، أول أمس الاثنين، بتشكيل حكومة جديدة لإنهاء نحو عشرة أشهر من الجمود السياسي.