الداعية التكفيري حماد القباج، مرشح حزب العدالة والتنمية بدائرة مراكش كليز، في وضع لا يحسد عليه. إذ أنه إذا وصل إلى البرلمان، لا قدر الله، سيجد نفسه ملزما بتنفيذ مطالب ناخبيه الذين ليسوا سوى كتلة السلفية بالمدينة الحمراء، الذين لا يهمهم نقل مشاكل الساكنة للحكومة، ومساءلة الوزراء عن المشاريع المتوقفة وغيرها، وإنما يهمهم صدور الفتيات وأفخاذهن والأماكن العمومية، التي تجلب الموبقات حسب رأيهم. دائرة مراكش كليز التي ترشح فيها حماد القباج، تضم حوالي 200 حانة وملهى ليلي ومطعم فاخر يقدم الخمور مع الوجبات، ومن المؤكد أن لدى هذه الفئة أيضا مطالبها، التي تريد رفعها لوزارة السياحة خصوصا مع الركود الذي يعرفه، فهل سيقوم الداعية السلفي برفع هذه المطالب والدفاع عنها أم سيدافع عن أغلق هذه الأماكن التي تنشر "الفسق والرذيلة"؟
النائب البرلماني ينوب عن الجميع، الذين صوتوا عليه والذين لم يصوتوا، والذين واجهوه في الحملة الانتخابية، ونائب عن الذين يذهبون للمسجد وعن الذين لا يذهبون، ونائب عن الساكنة والتجار، وبالتالي سيكون نائبا عن أصحاب الحانات والملاهي الليلية ومن بداخلها من فتيات ليل وعن المطاعم الفاخرة التي تقدم الخمور.
نعرف أن هذا مجرد أماني لأن القباج سيكون صوت السلفية التقليدية المجاهرة بتكفير عقائد المغاربة من خلال تبديع عقائد الأشعري الذين يقولون إنه تاب بينما المغاربة لم يتوبوا، وسيطالب بتشميع الحانات لأن الدولة إسلامية ومنع بيع الخمور.