أعلن رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" أنه سوف يتقدم باستقالته من منصبه، بعد تصويت الناخبين بمغادرة بلاده لعضوية الاتحاد الأوروبي. وقال "كاميرون" في مؤتمر عقده اليوم الجمعة، إن مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي يجب أن تجري تحت قيادة رئيس وزراء جديد للبلاد.
وأضاف في كلمة بثها التلفزيون من أمام مقره في عشرة داونينج ستريت "الشعب البريطاني اتخذ القرار الواضح جدا بالتحرك في مسار مختلف ومن ثم أعتقد أن البلاد تحتاج قيادة جديدة تأخذها في هذا الاتجاه."
وتابع كاميرون بالقول : "لا أعتقد أنه سيكون من المناسب لي أن أكون القبطان الذي يقود بلادنا إلى وجهتها المقبلة."
وكان رئيس الوزراء البريطاني أحد المؤيدين لبقاء المملكة المتحدة في عضوية الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن الأمر يمثل أمانا وقوة سياسة واقتصادية.
وقد يحرم الخروج بريطانيا من تجارة السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي وسيتطلب منها أن تبرم اتفاقات تجارية جديدة مع بلدان العالم. وقد تتفكك المملكة المتحدة نفسها في ظل دعوات من زعماء اسكتلندا -التي أيد نحو ثلثي ناخبيها البقاء في الاتحاد الأوروبي- لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال.
ومن جانبه سيتضرر الاتحاد الأوروبي اقتصاديا وسياسيا مع رحيل دولة لم تكن فقط أقوى مناصر لاقتصاد السوق الحر لكنها أيضا تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي وبجيش قوي. وسيخسر الاتحاد نحو سدس ناتجه الاقتصادي دفعة واحدة.
وتراجعت الأسواق المالية بعد أن أظهرت نتائج الاستفتاء الذي أجري أمس الخميس أن البريطانيين أيدوا الخروج بنسبة 52 في المائة مقابل 48 في المائة أيدوا البقاء.
وتراجعت قيمة الجنيه الاسترليني أكثر من عشرة في المائة أمام الدولار ليصل إلى مستويات لم يشهدها منذ 1985 وهو أكبر تراجع للعملة البريطانية خلال يوم واحد في التاريخ وذلك وسط مخاوف من أن يضر القرار بالاستثمار في خامس أكبر اقتصاد في العالم وأن يهدد دور لندن كعاصمة مالية عالمية ويغلف المشهد السياسي بالضباب لشهور.
وطالب زعماء شعبويون في فرنسا وهولندا أيضا بإجراء استفتاءات خاصة بهم للانسحاب من التكتل.
وتفتح نتيجة التصويت الباب أمام إجراءات انفصال عن الاتحاد الأوروبي تستغرق عامين على الأقل في خطوة لم يسبق لعضو آخر أن اتخذها. وقال كاميرون الذي تولى رئاسة الحكومة قبل ستة أعوام إن بدء عملية الخروج بشكل رسمي أمر يرجع لمن سيخلفه في المنصب.
ويتردد الآن على نطاق واسع أن بوريس جونسون منافسه في حزب المحافظين ورئيس بلدية لندن السابق سيسعى لتولي المنصب. وأصبح جونسون أبرز وجه بين الأصوات الداعية لخروج بريطانيا من الاتحاد.