طالبت المنظمة غير الحكومية ،المنتدى الكناري الصحراوي ،وأسر إسبانية بالإفراج الفوري عن جميع الشابات الصحراويات، اللواتي يحمل بعضهن الجنسية الإسبانية، المحتجزات رغما عنهن في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري. وأوضح رئيس المنتدى، ميغيل أورتيز، خلال ندوة صحفية نظمت اليوم الخميس بالعاصمة الإسبانية مدريد، أن احتجاز هؤلاء النساء يشكل "انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان من قبل البوليساريو"، مذكرا بأن العديد من الهيئات الدولية دعت للإفراج عن هؤلاء الضحايا.
وذكر بأن العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية سلطت الضوء على حالات هؤلاء الشابات في محاولة للمساعدة في إنهاء مأساتهن الإنسانية، داعيا السلطات الإسبانية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عبر العالم لاتخاذ إجراءات عاجلة من أجل الافراج عنهن.
وشدد أورتيز، الذي أكد على أن البوليساريو والجزائر تتحملان مسؤولية الظروف اللا إنسانية التي تعيشها هؤلاء الشابات، وكذا الساكنة الصحراوية المحتجزة بمخيمات تندوف، على أنه "يجب احترام إرادة هؤلاء الفتيات وأسرهن الاسبانية بالتبني".
من جهته، أوضح خوسيه موراليس، والد الشابة الصحراوية معلومة موراليس، التي اختطفت في دجنبر الماضي عقب زيارة لمخيمات تندوف، أن هذه الشابة "لم تحتجز من قبل عائلتها، لأن والدتها تقيم بموريتانيا"، مشيرا إلى وجود أزيد من مائة حالات مماثلة.
وتابع أن "معلومة تعيش معزولة عن العالم. وتمنع من التحدث إلى عائلتها بالتبني، والاتصال بأصدقائها في إسبانيا، كما تم تجريدها من جميع وثائق هويتها لمنعها من العودة لإسبانيا"، مذكرا بأنه تم تبني هذه الشابة الصحراوية وهي في السابعة من العمر بموافقة أسرتها.
أما ماريا لوس دنيز، والدة داريا امبارك سلمى بالتبني، وهي شابة صحراوية أخرى محتجزة بمخيمات تندوف، فذكرت أن هذه الشابة زارت عائلتها بمخيمات تندوف بالتبني أكثر من مرة قبل أن يجري اختطافها واحتجازها في يناير من سنة 2014.
وأشارت إلى أن الأمر لا يتعلق بحالة معزولة وإنما بممارسات ممنهجة من قبل "البوليساريو"، مشيرة إلى أن قادة هذه الميليشيا رفضوا مرارا وتكرارا التعاون مع العائلات المتبنية لإنهاء محنة هؤلاء الشابات، ولهذه الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ترتكب بمخيمات تندوف.
بدوره قال خوسيه كونتريراس، إن ابنته بالتبني، نجيبة محمد بلقاسم، زارت تندوف في دجنبر 2013 لإنجاز الوثائق اللازمة للحصول على الجنسية الإسبانية، لكنها منعت من العودة إلى هذا البلد الإيبيري، وشجب، في هذا الإطار، ممارسات "البوليساريو" التي لا تتردد في انتهاك حقوق الإنسان الأساسية.
وتابع أنه تبنى هذه الفتاة التي توجد في حالة إعاقة، بموافقة من أسرتها من أجل
تلقي العلاج اللازم بإسبانيا، مشددا على أنه يتعين على منظمات حقوق الإنسان التدخل والضغط على "البوليساريو" من أجل إيجاد حل لوضعية نجيبة وغيرها من الشابات الصحراويات.
القصة ذاتها رواها بينفينيدا كامبايلو الذي أشار إلى أن عائلته تبنت الشابة الصحراوية كوريا بادباد الحافظ سنة 2000 قصد علاجها من فقر الدم الحاد، الذي تسبب لها في فشل في القلب، مشيرا إلى أن هذه الشابة تواجه مستقبلا غير مضمون بعد منعها من مواصلة دراستها بإسبانيا.
وتابع كامبايلو أن كوريا، وبعد زيارة قصيرة لأسرتها في يناير 2011، اختفت دون أن يعثر لها على أثر، مشيرا إلى أن أسر الشابات الصحراويات الأربع المحتجزات، واللواتي ندد بحالاتهن في هذه الندوة الصحفية، ستسافر قريبا إلى تندوف للمطالبة بالإفراج الفوري عنهن وعن جميع المحتجزات بالمخيمات.