أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في الخطاب السامي اليوم الأربعاء أمام القمة المغربية الخليجية التي افتتحت بالرياض:" إن المخططات العدوانية، التي تستهدف المس باستقرارنا، متواصلة و لن تتوقف. فبعد تمزيق وتد مير عدد من دول المشرق العربي ، ها هي اليوم تستهدف غربه. وآخرها المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المغرب .وهذا ليس جديدا، فخصوم المغرب يستعملون كل الوسائل، المباشر ة و غير المباشرة في مناوراتهم المكشوفة .فهم يحاولون حسب الظروف، إما نزع الشرعية عن تواجد المغرب في صحرائه أو تعزيز خيار الاستقلال و أطروحة الانفصال ، أو إضعاف مبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع ا لدولي بجديتها ومصد اقيتها ." وأضاف جلالته:"ومع التمادي في المؤامرات، أصبح شهر أبريل ،الذي يصادف اجتماعا ت مجلس الأمن حول قضية الصحراء ، فزاعة تر فع أمام المغرب ، وأداة لمحاولة الضغط عليه أحيانا ،ولابتزازه أحيانا اخرى"
مؤكدا:" أنه لا يفوتنا هنا ، أن نعبر لكم عن اعتزازنا و تقد يرنا، لوقوفكم الدائم إلى جانب بلادنا في الدفاع عن وحدتها الترابية .فالصحراء المغربية كانت دائما قضية دول الخليج أيضا. وهذا ليس غريبا عنكم. ففي سنة 1975 ، شاركت في المسير ة الخضراء، لاسترجاع أقاليمنا الجنوبية، وفود من السعودية و الكويت وقطر وسلطنة عمان والإمارات ، التي تميزت بحضور أخينا سمو الشيخ محمد بن زا يد آ ل نهيان ولي عهد أبو ظبي ، ا لذي كان عمر ه آ نذا ك 14 سنة .
ومنذ ذلك الوقت، لم تدخر دول الخليج أي جهد، من أجل نصرة قضيتنا العادلة، والدفاع عن سيادة المغرب على كامل أراضيه. وهو ما أكد تموه خلال الأزمة الأخير ة مع الأمين العام للأمم المتحد ة" .
وأضاف جلالته:"غير أن ا لوضع خطير هذه المرة، و غير مسبوق في تاريخ هذا النزاع المفتعل ، حول مغربية الصحراء .
فقد بلغ الأمر إلى شن حرب بالوكالة، باستعمال الأمين العام للأمم المتحد ة، كوسيلة لمحاولة المس بحقوق المغرب التاريخية والمشروعة في صحرائه، من خلال تصريحا ته المنحازة، وتصرفاته غير المقبولة، بشأن الصحراء المغربية .
ولكن لا تستغربوا، فإذا عرف السبب، بطل العجب. فماذا يمكن للأمين العام ، أن يفعله وهو يعترف بأنه ليس على اطلاع كامل على ملف الصحراء المغربية، مثل ا لعد يد من القضايا الأخرى، بل إنه يجهل تطوراته الدقيقة، وخلفياته الحقيقية .
و ماذا يمكن للأمين العام القيام به، و هو رهينة بين أيدي بعض مساعد يه و مستشاريه ، الذين يفوض لهم الإشراف على تدبير عدد من القضايا الهامة، و يكتفي هو بتنفيذ الاقتراحات التي يقدمونها له .
ومعروف أن بعض هؤلاء الموظفين لهم مسارات وطنية، وخلفيات سياسية ، ويخد مون مصالح أطراف أخر ى، دون التزام بما يقتضيه منهم الانتماء لمنظمة الأممالمتحدة ، من واجب الحياد و الموضوعية، الذي هو أساس العمل الأممي.
فالأمين العام، رغم تقديرنا الشخصي له، ما هو إلا بشر. لا يمكنه الإلمام بكل القضايا المطروحة على الأممالمتحدة، وإيجاد ا لحلو ل لكل الأزمات و الخلافات عبر العالم ".
وأكد جلالة الملك:" أن المغرب ليس له أي مشكل مع الأممالمتحدة، التي هو عضو نشيط فيها، ولا مع مجلس الأمن، الذي يحترم أعضاءه ، ويتفاعل معهم باستمرار ؛ وإ نما مع الأمين ا لعام ، وخاصة بعض مسا عديه، بسبب مواقفهم ا لمعادية للمغرب .
والمغرب كان دائم التنسيق، بخصوص هذا النزاع المفتعل، حو ل وحدتنا الترابية ، مع أصدقائه التقليديين، كالولايات المتحدةالأمريكية و فرنسا و إسبانيا ،ومع أشقائه العرب ، خاصة دول الخليج ، والأفارقة كالسنغال وغينيا وكوت ديفوا ر والغابون.
غير أن المشكل يبقى مطروحا مع المسؤولين بالإدارات، التي تتغير بشكل مستمر ، في بعض هذه الدول .
و مع كل تغيير، يجب بذل الكثير من الجهود، لتعريفهم بكل أبعاد ملف الصحراء المغربية،وبخلفياته الحقيقية،وتذ كيرهم بأن هذا النزاع ،الذي دام أزيد من أربعين سنة، خلف العديد من الضحايا، وتكاليف مادية كبير ة،وبأن قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة،و ليست قضية القصر الملكي لوحده" .